للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥٢١٥ - الشيخ الفاضل المولى مَحْمُود، المشتهر بباجلبي *

ذكره صاحب "الشقائق النعمانية" في كتابه، وقال: ولد رَحمَه الله بقصبة "فلبه"، وَنَشَأ على طلب المعارف واللطائف.

وقرأ على عُلَمَاء أوانه، وَاجْتمعَ بفضلاء زَمَانه، حَتَّى وصل إلى خدمَة الْمولى القادري.

ثمَّ ذهب مَذْهَب الصّلاح، واتصل بِبَعْض أرباب الزّهْد والفلاح، إلى أن اشْتهر بالتقوى والديانة والزهد والصيانة، فَجعل من خَواص الحرم، وخدّام الْمجْلس الْمُحْتَرَم، وَنصب لتعليم بنت السُّلْطَان سُلَيْمَان خَان صَاحِبَة الخيرَات الحسان.

فَلَمَّا زوجت بالوزير الْكَبِير رستم باشا، أكرمه غَايَة الإكرام، وأنزله منزلَة أبيه في الإعزاز والاحترام، فبهذه الملابسة اشْتهر بِالِاسْمِ الْمَزْبُور، وإليه أشار الْمولى عَلىّ بن عبد الْعَزِيز الْمَعْرُوف بِأم الْوَلَد زَاده بقوله فِي الرسَالَة القلمية

ملاذ الخلق فِي الْأَحْوَال طرا … وَمن يَبْغِي لَهُ الْمَكْرُوه خابا

وَبَيت الْعلم محروز منيع … لَهُ قد كَانَ ذَاك الحبر بَابا

ففاز من الرياسة بالحظ الوافر، وأصبح بَابه ملْجأ للأصاغر والأكابر، وقصده الْعلمَاء وَالشعرَاء بالرسائل الشَّرِيفَة، والأشعار اللطيفة، وَتوجّه إليه أرباب الْحَاجَات بالتحف السّنيَّة، والهدايا السمية، فَاجْتمع عِنْده من نفائس الْكتب والتحف والأموال مَا لم يتَّفق لغيره من الأمثال، إلى أن انْتقل مخاديمه الْكِرَام إلى دَار السَّلَام، فقابله الدَّهْر بالانقباض، وَنظر إليه بِعَين الإعراض،


* راجع: الشقائق النعمانية ١: ٤٩٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>