وقال مولانا محمد إسحاق البهتي في "بر صغير باك وهند مين علم فقه" ص ٢١ لما كان السلطان فيروز تغلق يجلس في البلاط الملكي يفسح المكان لجلوس الأمير تاتارخان في الجانب الأيمن من السلطان، الذي كان مختصا للوزراء في جانبه الأيسر يفسح المكان لخان جهان، وإن كان خان جهان وزيرا مقبولا، له مكانة عند السلطان، وكان السلطان فيروز تغلق يثق بتاتارخان ثقة كاملة، ويشاور معه في جميع الأمور، فكانت نتيجته أنه كان لا يصدر حكما في مهمّات الدولة إلا بعد موافقة الأمير تاتارخان، ومن توفيق الله وعونه أن الأمير سار إلى الحرمين الشريفين، فسعد بالحجّ والزيارة، ولم يزل يشتغل بالعلم، ويجالس العلماء، ويذاكرهم.
ومن الجدير بالذكر أنّ تاتارخان هو اسم رجلين، الأول الذي نحن بصدد ذكره، والثاني هو تاتارخان بن مظفّر الشاه، الذي كان أبوه حاكما على ولاية "كجرات"، وهو أيضًا كان أمير الجيش في عهد أبيه، كما صرّح بذلك صاحب "تاريخ فرشته"، (٢: ٥٠٠) فلذا أرى أن أنبّه هنا على أن تاتارخان الذي نحن بصدد ذكره، وهو ليس ابن المظفّر الشاه، بل هو ابن السلطان الخراساني، الذي تركه أبوه في المهد، ثم التقطه السلطان غياث الدين تغلق خلال غاراته على "ملتان"، و"ديبالفور"، تبنّاه، وربّاه، فلا يغترّ أحد بعبارة "تاريخ فرشته".
[ذكر التفسير التاتارخاني]
ذكر مولانا محمد إسحاق البهتي في كتابه المسمّى بـ "بر صغير باك وهند مين علم فقه" أن الأمير تاتارخان كان من أحسن الناس إكراما للعلماء ورجال الدين، وله شغف بالقرآن والحديث والفقه، وهذا الذي بعثه على أن يأمر بتألف كتاب جامع في التفسير، فجمع لنيل هذا الغرض جميع كتب التفسير، التي كانت توجد في عهده، وكوَّن جماعة من العلماء والفضلاء، فكان يجمع في