وكان من فُضلاء "الدِّيار الرُّوميَّة". وعُمِّرَ حتى قارَبَ المائة، وخرِف، واعْتُقِل لِسانُه، ومات وهو كذلك.
وكان له مُشارَكة في غالب الفنون، خصوصا في الفقه، والحديث، القراءات.
وكان يسْتحْضِر أكثر "الكشاف"، وله "حَواشٍ" على "شرح الكافية" للْخَبِيصِيّ.
وكان من خِيار الناس. تغمَّده الله تعالى برحمته.
* * *
٢٤٤٠ - العالم الفاضل الكامل المولى عبد الأول بن حسين الشهير بابن أم الولد *
ذكره صاحب "الشقائق النعمانية"، وقال: قرأ على علماء عصره، وعلى المولى خسرو.
وتزوّج بنته، ثم صار قاضيا بقصبة "سلوري" في زمن السلطان محمد خان.
يحكي والدي رحمه الله تعالى أنه كان قاضيا هناك، وأنا اقرأ وقتئذ على المولى علاء الدين العربي، وداوم المرحوم على منصب القضاء، وصار قاضيا بالبلاد الكبيرة المشهورة.
ثم صار معتوها، واعتقل لسانه، فاعتزل عن الناس، ولازم بيته بـ "قسطنطينية"، وسنّه إذ ذاك قريب من المائة. ومات وهو على تلك الحال، وكانت له مشاركة في العلوم، وخاصة في الفقه والحديث وعلوم القراءات.