للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الفقيه صاحب أبي حنيفة) اهـ. والمهالبة في عهد الدولة الأموية كانوا كالبرامكة في الدولة العباسية في الجود وعلوّ المنزلة، وحال يزيد بن المهلّب في الجود في "تاريخ ابن خلكان" و"تاريخ ابن كثير" وغيرهما. وكان ما بين الحجّاج وبين يزيد بن المهلّب هذا ساء جدا، حتى حبسه الحجّاج على خلاف رضا عبد الملك، وهو يجود هذا الجود، وهو في المحبس، وهذا ما لا نظير له بين الأجواد، وعدم قبول زفر هذا البذل يدلّ على شهامته البالغة، بعد أن رأى أريحية بن المهلّب هذه، وخالد بن الحارث المذكور في كلام يعقوب بن شيبة من بني العنبر، ومن الحفّاظ الثقات.

وقال أبو نعيم الأصبهاني في "تاريخ أصبهان": كان الهذيل والد زفر بـ "أصبهان" في خلافة يزيد بن الوليد بن عبد الملك، وكان ينزل قرية "بزاءان"، وكان له ثلاثة بنين: الكوثر، وهرثمة، وزفر. انتهى. ولم يستوف أبو نعيم ذلك ذكر إخوانه، كما رأيت. وقد سبق في كلام يعقوب بن شيبة ذكر صباح بن الهذيل في عداد إخوة زفر. والله أعلم.

[اتصال زفر بأبي حنيفة]

قال الصيمري: أخبرنا عبد الله بن محمد الأسدي، قال: أخبرنا أبو بكر الدامغاني الفقيه، قال: أخبرنا الطحاوي، قال: أخبرنا محمد بن عبد اليه بن أبي ثور، قال: أخبرني محمد بن وهب، قال: كان سبب انتقال زفر إلى أبي حنيفة أنه كان من أصحاب الحديث. فنزلت به وبأصحابه مسألة، فأعيتهم، فأتى أبا حنيفة، فسأله عنها، فأجابه في ذلك، فقال له: من أين قلت هذا؟ قال: لحديث كذا، وللقياس من جهة كذا. ثم قال له أبو حنيفة: فلو كانت المسألة كذا ما كان الجواب فيها؟ قال: فكنت فيها أعيا مني في الأول، فقال: الجواب فيها كذا من جهة كذا. ثم زادني مسألة أخرى، وأجابني فيها، وبين وجهها. قال: فرحت إلى أصحابي، فسألتهم عن المسائل، فكانوا فيها أعمى مني، فذكرت لهم الجواب، وبينت لهم

<<  <  ج: ص:  >  >>