مع أولاده، ويمازح مع أقرانه في حدّ الشريعة. وما كانت شيخيته في الحديث وغيره تمنعه من هذه الأعمال التي تعدّ من أعمال أراذل الناس.
وكان الشيخ رحمه الله تعالى مجتهدا فذّا في تربية الأولاد. ما كان فاحشا ولا متفحّشا، وكان من سبّه من يسرق أو يظلما "حرام خور" يعني به آكل حرام فبس. والعجب أنا لا نجد مثيلا لمحبّة تلاميذه إياه.
ما كان يشار إليه بالأصابع في الزهد والتقوى، والتزكية والإرشاد، ولكن كان محافظا متيقّظا لحدود الله وحرمه، لا يكاد يجد الحرام سبيلا إلى جوفه. كان رجلا بطلا باسلا خلاف البدعات والمراسيم والفتن نحو البريلوية والمودودية والمراسيم العامّة بين جهلة القوم. وكان من ميزاته أنه يضادّها بالحجج الباهرة. وكان قد اشتهر بين العلماء والعامة بـ"محدّث صاحب" يعنون به شيخ الحديث.
قد درس وكتب، خطب وأصلح إلى أن ذهب لسبيله بجوار رحمة الله سبحانه وتعالى، وترك ألوفا ارتووا من منهله العذب في التفسير، والحديث، والمنطق، والنحو، والصرف. وقد كتب في شرح الحديث للكتب الستّة، وفي الفرائض، وفي الردّ على المودودية، وفي مسألة عصمة الأنبياء، فأفاد، وأجاد.
فجزاه الله منا ومن الأمّة أحسن الجزاء، وجعل مصيره إلى جنّة النعيم. آمين، يا ربّ العالمين.
* * *
٢٣٤٠ - الشيخ الفاضل المولى صدّيق أحمد بن المنشئ لال ميان بن عارف غازي الكملائى*