توكل على مولاك واخش عقابه … وداوم على التقوى وحفظ الجوارح
وقدم من البر الذي تستطيعه … ومن عمل يرضاه مولاك صالح
وأقبل على الفعل الجميل وبذله … إلى أهله ما اسطعت غير مكالح
ولا تسمع الأقوال من كل جانب … فلا بد من مثن عليك وقادح
ولما بلغ ما لا مزيد عليه من الشهرة وعظم الجاه عند الخاص والعام احتجب عن أصحابه، وأغلق الباب، وترك الدروس والإقراء، واستمرّ على هذه الحالة إلى أن آذنت شمسه بالزوال، وغربت بعد ما طلعت من مشرق الإقبال، فأصيب بالطاعون بعد صلاة الجمعة في مسجد الكردي المواجه لداره، ودخل البيت، واعتقل لسانه تلك الليلة، وتوفي يوم الأحد في شعبان سنة خمس ومائتين وألف، ولم يترك ابنا ولا بنتا، ولم يرثه أحد من الشعراء، ولم يعلم بموته أهل الأزهر ذلك اليوم لاشتغال الناس بأمر الطاعون، فخرجوا بجنازته، وصلّوا عليه، ودفن بقبر أعدّه لنفسه بالمشهد المعروف بالسيّدة رقية. انتهى.
من "بحر زحّار"، و"مآثر الكرام"، و"أبجد العلوم"، و"النفس اليماني"، و"نور الأبصار" للسيّد مؤمن بن حسن الشبلخي، و"عجائب الآثار في التراجم والأخبار" للشيخ عبد الرحمن الجبرتي الحنفي المصري.
* * *
٥٢٧٢ - الشيخ الفاضل مرتضى بن مصطفى بن حسن الكردي الأصل، الدمشقي المولد، الشهير بالأمير الكردي *