للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مكان، ويصبح في آخر، وطوّف في "بوريه"، و"كمتهله"، و"لادوه"، و"بنجلاسة"، عبر نهر جمنا المعروف.

[رحلة حضرة الشيخ الشيخ الحاج إلى بلاد العرب]

وأخيرا سار الشيخ الحاج -يعني الحاج إمداد الله- إلى بلاد العرب، فبدا لكاتب هذه السطور أن يقوم هو بدوره بالحج إلى "الحجاز" وفي جانب آخر عقد حضرة الشيخ عزمه على الحج، وبما أن اختفاءه لم يكن عن رغبة منه فقد كان أعدّ نفسه لما يأتيه من العناء، وإنما كان نزولا عند إرادة أصحابه وأقاربه أذن له أبواه بهذه الرحلة، إذ كانوا يرون فيها. الخلاص من هذه النكبة والخوف من الاعتقال، وكنت آنذاك معْوزا أحمل معى قليلا من الزاد، إلا أن الله تعالى بفضل هذه بالرفقة الصالحة هوّن عليّ معاناة السفر، وإن كان حضرة الشيخ هو الآخر معوزا، غير أن تكلانه على الله تعالى، استناده الكلي إليه كفاه، فقطعنا الطريق بسلام آمنين، ولم نلق ما يعاني منه الكثير، وركبنا السفينة ومررنا بـ "البنجاب"، حتى وافينا "السند"، ثم ركبنا سفينة شراعية من "كراتشي"، أبحرت في جمادى الثانية عام ١٢٧٧ هـ، ودخلنا "مكة" شهر ذي الحجة، يؤذن بالرحيل، فألقينا عصا الترحال، وقضينا مناسكنا، ثم زرنا "المدينة المنورة"، ثم قفلنا، فركبنا سفينة في نفس الشهر، وبلغنا "بومبائي"، وشهر ربيع الأول على وشك الانتهاء، ووصلنا إلى الوطن في جمادى الثانية.

[استظهاره للقرآن الكريم]

أقلتنا سفينة شراعية من "كراتشي" عندما توجَّهنا إلى "مكة"، واستهلّ هلال رمضان، فأخذ حضرة الشيخ يستظهر القرآن الكريم، ويقرؤه في قيام الليل في السفينة، والناس من ورائه، يستمعون، وسادته حالة عجيبة ما دام على متن السفينة، دخلنا "مكة" بعد العيد، فاشترى حضرة

<<  <  ج: ص:  >  >>