بلاد "السند" نحو عشر سنين من ١٣٠٨ هـ إلى ١٣١٩ هـ، والشيخ الأمروتي أسّس له مدرسة دينية، ومكتبة كبيرة، جمع فيها الكتب النادرة، فدرّس رحمه اللَّه تعالى - فيها، وكتب وألف، واستفاد عنه خلق كثير في تلك المدّة، أجلّهم العلامة عبد الوهّاب القلاجي السندي، فقرأ عليه "التوضيح"، و"التلويح"، و"الهداية"، وغيرها.
وكان رحمه اللَّه آية من آيات اللَّه في حدّة الذهن، وسعة العلم، وكان في جميع العلوم بحرا موّاجا، لا ساحل له.
[الإكثار من المطالعة]
قد سبق أن ذكرنا أن الشيخ الأمروتي أسّس له مدرسة دينية، ومكتبة كبيرة، فبارك اللَّه له فيما جمع له من الكتب لاستفادته بهمّة شيخه أبي الحسن الأمروتي، ثم ازداد إنتفاعا من مكتبة الجامعة للشيخ السيّد أبي التراب رشد اللَّه، وما حصل له من مكتبة الشيخ أبي الفيض أحمد الأحمدنوري بهمّة شيخه أبي السراج الدينبوري، فقسم الكتب إلى أربعة أصناف.
الأول: كتب الإمام ولي اللَّه الدهلوي وأتباعه.
والثاني: كتب المحقّقين من الفقهاء الحنفية، كالإمام الطحاوي، وأبي زيد الدينبوري من المتقدّمين، وكتب جمال الدين الزيلعي، وكمال الدين ابن الهمام، ممن اشتغل بالهداية من المتأخّرين.
والثالث: كتب المحقّقين من الشافعية، مثل الخطّابي، والبيهقي، من المتقدّمين والإمام النووي، والحافظ ابن حجر من المتأخّرين.
والرابع: كتب علماء "اليمن"، مثل محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني، ومحمد علي الشوكاني.
يقول رحمه اللَّه: إني جعلت الصنف الأول أصلا، وأتقنت طريقة الإمام ولي اللَّه الدهلوي، من تقديم "موطأ الإمام مالك" على جميع كتب الفقه والحديث، وجعلت الصنف الثاني تابعا له، فتمكنت من التحقيق حصل لي