التدريسن، وحمل المسئولية بما تحتاج إليه المدرسة من النفقات المادية وغيرها من متطلّباتها العلمية، حتى أصبحت المدرسة نموذجا فريدا لمدارس شبه القارة الهندية والباكستانية، في التعليم والتربية والإدارة، بما قدم لها الشيخ من خبراته الجليلة وتضحياته النادرة في سبيل العلم والدين.
وهذا يوضحه قول الشيخ عبيد الله: إنه لو ترك الطالب مدرسة كاشف العلوم، والتحق بمدرسة أخرى، فما كان يمتحن امتحان القبول بها، لأنها اشتهرتْ في "الهند" بكفاءتها العلمية وبطلابها الأفذاذ، نظرا لحسن نظام التعليم والتربية فيها.
ومع حمل كلّ المسئوليات أخذ الشيخ محمد إلياس في تدريس جميع العلوم الشرعية المتداولة بحسب الظروف، واحتياجات الطلبة في المدرسة، وبذا أقبل عليه الطلاب من أنحاء المنطقة وغيرها من المناطق المتجاورة، حيث سطعتْ جواهره العلمية، واتجهتْ إليه الأنظار، وأصغتْ إليه أفئدة سامعيه، وازداد عددُ تلاميذه المتحمّسين المعجبين بأسلوبه العلمي المتفرّد، وتربيته الروحية.
[منهجه في تدريس الحديث]
أما عن منهجه في تدريس الحديث، فمن الواضح أن الغاية المنشودة من جميع العلوم الدينية المتداولة هي فهم العلوم القرآنية والسنة النبوية الشريفة. ولهذا كان الشيخ يهتمّ اهتماما بالغا بمناهج علم التفسير والحديث وتدريسها، كما كان له اهتمام خاص بإلقاء دروس الحديث الشريف وآدابها، إذ كان لا يقوم للتدريس إلا وهو متوضّئ، ويصلّي ركعتين، ويشكر الله هذا التوفيق، ويتوجّه إليه، ويستلهمه العون، ويثني عليه، ويصلي، ويسلّم على رسوله الكريم صلّى الله عليه وسلّم، كما يوصي الطلاب أن يصلّوا على خاتم الأنبياء عليه