للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[بعض كلمات مأثورة عنه]

وقال القرطبي: حكى الإمام الشعبي في "كفايته" أن الإمام أبا يوسف لما حضَرتْه الوفاة ناجى ربَّه، فقال: اللّهم! إنك تعلم أني نظرت في كلّ حادثة وقعت في كتابك، فإن وجدت الفرج وإلا نظرت في سنة نبيك عليه السلام، فإن وجدت الفرج، وإلا نظرت في أقاويل الصحابة، فإن وجدت الفرج، وإلا جعلت أبا حنيفة جسرا بيني وبينك، اللّهم! وإنك تعلم أتي ما اختصم إليَّ اثنان: ضعيف، وقوي إلا سوّيت بينهما، ولم يمل قلبي إلى القويّ، اللّهم! وإن كنت تعلم ذلك فاغفر لي.

وفي "مرآة الزمان" لسبط بن الجوزي كان أبو يوسف يقول: يا ليتني! لم أدخل في القضاء، على أني بحمد الله تعالى ما تعمّدت جورا، ولا حابيت خصما على خصم من سلطان أو سوقة، اللهم! إنك تعلم أني لم أجرْ في حكم حكمت به بين عبادك متعمّدا، ولقد اجتهدت في الأحكام بما يوافق كتابك وسنة نبيك صلى الله عليه وسلم، وما أشكل جعلت أبا حنيفة بيني وبينك، وكان أبو حنيفة يعرف أمرك، ولا يخرج عن حكمك.

وأخرج ابن أبي العوام عن الطحاوي، حضرت يونس بن عبد الأعلى، وعنده أحمد بن أبي عمران، فحدّثنا يونس عن الشافعي، قال: ربما سئلت عن المسألة أعلم علتها بقلبي، ولا أقدر على عبارتها بلساني، فقال له أحمد بن أبي عمران: قال غير هذا؟ قال: لا، قال: فعندنا عن أبي يوسف أحسن من هذا، حدّثنا محمد بن شجاع عن الحسن بن أبي مالك، قال: سمعت أبا يوسف، يقول: ربما سئلت عن المسألة أعلم علتها بقلبي، ولا أقدر على عبارتها بلساني، فمثلى في هذا مثل رجل أراه رجل درهما، فقال له: هو ردئ أو جيّد، ولو سأله عن العلة لقوله لم يجد عنده أكثر من قوله ردئ أو جيّد.

<<  <  ج: ص:  >  >>