ثمَّ صَار ثَانِيًا مدرسا بإحدى الْمدَارِس الثمان، وَعين لَهُ كل يَوْمْ ثَمَانُون درهما، ثمَّ تقاعد، وَعين لَهُ كل يَوْم مائَة دِرْهَم.
وَمَات فِي سنة سِتّ أوْ سبع وَخمسين وَتِسْعمِائَة، وَكَانَ رجلا مشتغلا بِنَفسِهِ، غير متعرض لأمور الدُّنْيَا وَالنَّاس، وَكَانَ مَأْمُون الغائلة، مَيْمُون النقيبة، وَكَانَ بارا صَدُوقًا، حسن السمت والسيرة، محبا للمشايخ والصلحاء وَالْعُلَمَاء، وَكَانَت لَهُ معرفَة بالأصول وَالْفِقْه، ومشاركة مَعَ النَّاس فِي سَائِر الْعُلُوم، روّح الله تَعَالَى روحه.
* * *
٤٦٤٥ - الشيخ الفاضل المولى شمس الدّين مُحَمَّد بن عَليّ الْحُسَيْنِي، البُخَارِيّ، قدّس الله سرّه الْعَزِيز *
ذكره صاحب "الشقائق" في كتابه، وقال: كَانَ عَالما بِالْكتاب وَالسّنة عَارِفًا بِاللَّه تَعَالَى وَصِفَاته.
وَكَانَ زاهدا متورّعا، صَاحب جذبة عَظِيمَة، وَله قدم راسخ فِي التصوف.
ولد ببلدة "بُخَارى"، وَظَهَرت لَهُ كرامات فِي حَال صباه، وعاشر الْمَشَايِخ الْعِظَام، ونال مِنْهُم مَا نَالَ من المقامات والأحوال.
ثمَّ دخل بِلَاد "الرّوم"، وتوطّن بِمَدِينَة "بروسا"، وقرأ على الْمولى شمس الدّين الفناري، وَرَأَيْت بِخَطِّهِ كتاب "مِفْتَاح الْغَيْب" لصدر الدّين القونوي، قدّس سرّه.
* راجع: الشقائق النعمانية ١: ٣٥، ٣٦.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute