للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٢٥٢ - الشيخ الفاضل تمر بغا، الظاهر، أبو سعيد، الرومي، الظاهري، جقمق *.

أحد ملوك الأتراك بـ "الدميار المصرية"، تسلطن في آخر يوم السبت، سابع جمادى الأولى، سنة اثنتين وسبعين وثمانمائة، بعد خلع بلباي وسر جمهور الناس به لمزيد عقله، وتؤدته، ورئاسته، وفصاحته، وفهمه، ولم يلبثْ أن خلع في يوم الاثنين، سادس رجب منها، بالأشرف قايتباي، وجرتْ له قبل السلطنة وبعدها أمور يطول شرحها، ومات في آخر الأمر بـ "ثغر إسكندرية"، في يوم الجمعة، ثامن ذي الحجّة، سنة تسع وسبعين وثمانمائة، ودفن هناك.

وكان ملكًا، فقيهًا فاضلًا، يحفظ "المنظومة" للنسفي، ويستحضر كثيرًا من المسائل الفقهية، مع مشاركة حسنة في فنون؛ كالتاريخ والشعر، وعنده حذق وذكاء، وعقل تام، وجودة رأي، وتدبير، وفصاحة باللغتين العربية والتركية، وطهارة لسان، وحشمة، وأدب، وتجمل زائد في ملبسه، ومركبه، ومأكله، ومشربه، ومسكنه، وله في ذلك اختراعات تنسب إليه، وعلى ذهنه الكثير من الصنائع؛ كعمل القوس والسهام، عارفًا برمي النشاب معرفة تامة، إليه انتهت الرياسة فيه، بل وفي غيره من أنواع الفروسية والملاعب، ولكنّه كان غير عفيف فيما يقال: قائمًا في أغراض نفسه جدًّا، مع إثارة فتن ومكر وخداع، ومزيد تكبّر، ودخول فيما تقصر أمثاله عن دونه، وتعرض للخلاف بين الحنفية والشافعية، وربما نُسب إليه التكلّم بما لا يليق.


* راجع: الطبقات السنية ٢: ١٦٨، ١٦٩.
وترجمته في النجوم الزاهرة ١٢، ١٥١.

<<  <  ج: ص:  >  >>