الله، وغفرله. وإنما سأذكر أولا بعض مؤلّفاته ومشاركته العلمية المغفول عنها، ثم أذكر منهجه في الكتابة والتأليف بإيجاز.
ألّف رحمه الله خلال تدريسه لمادة الديانة في "حلب" ابتداء من عام ١٣٧٠ هـ، وما بعده ستة كتب دراسية للمرحلة الثانية بالاشتراك مع خليله الحميم الأستاذ الشيخ أحمد عزّ الدين البيانوني رحمه الله، وكذلك اشتركا رحمهما الله بتأليف كتاب لطيف الحجم، يعدّ من أول ما ألّفه سيّدي الوالد رحمه الله تعالى، سمياه "قبسات من نور النبوة"، كتباه في تلك الآونة، ردا على رجل يدعى أبو شلباية، ذكر في سياق الازدراء بالنبيّ الكريم أنه كان راعي غنم، كما أنه أتم وأنجز كتاب "معجم فقه المحلّي" لابن حزم الظاهري في أثناء انتدابه للتدريس في كلية الشرعية بـ "دمشق"، وكان قد سبقه إلى العمل فيه أستاذان، ولم يتمّاه، فأتمه، ونسّقه، وأنهى خدمته على الوجه المطلوب، وطبعته جامعة "دمشق" ضمن مطبوعاتها في مجلّدين كبيرين.
كما أنه شارك في وضع مناهج وخطط دراسية في "سوريا"، ثم مناهج المعهد العالي للقضاء وكلية الشريعة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ثم مناهج الدراسات العليا في كلية التربية، قسم الدراسات الإسلامية، من جامعة الملك سعود، وقد توفي رحمه الله عن عدد من الكتب في المطبعة، كتب أخرى لم تدفع إليها، وكتب كانت في صدره، ولم يقم بها كاملة رحمه الله، وأقرّ عينه بخروجها، وهو القائل: يندر أن يموت العالم دون أن تكون في صدره حسرة على كتب لم يخرجها!
[أما منهجه في التأليف والتحقيق فيتمثل في عدة نقاط]
١ - الغيرة على الكلمة والسعي وراءها: أي جودة متانة التحقيق والتأليف، فقلّ أن تجد في ما يحقّقه أو يؤلّفه إغلاقا لم يحلّ، أو غامضا لم يبيّن، أو ضعيفا في سنده أو في قبول معناه، لم يعلّق عليه، وكم وكم أخذ تحقيق كلمة واحدة منه أوقاتا وأزمانا، وكان ربما تذاكر فيها مع غيره من أهل العلم