الحمد لله الذي رفع لمن وقف ببابه قدرا، وأعلى لمن انتسب لعزيز جنابه ذكرا، والصّلاة والسّلام على الحبيب المحبوب نور العيون، وطيب القلوب، سيّدنا ومولانا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله المشهورين بالعزّة والكرامة، وأصحابه الواقفين على حدود الله، المتمسّكين بشريعته، وعلى أتباعهم، ومن بعدهم، الذين انقطعوا لخدمة سنته، وتعلّقوا بحفظها.
وبعد! فإن الحديث الشريف أشرف العلوم وأجلّها وأعلاها وأرفعها، وأهله هم أهل الرسول صلّى الله عليه وسلم، أهل الحديث هم أهل النبيّ، فإن لم يصحبوا نفسه أنفاسه صحبوا، ولما كان الإسناد هو طريق الحديث وسبيله، وكان لهذه الغاية من الدين ورغبة في اتصال هذا السند وبقاؤه، وحصول الأخذ والعطاء ليتمّ، وثاق المحبّة على أساس شريف، طلب منى أخى حقّا، محبى في الله صدقا، العالم العلامة المحدّث الفهّامة شيخ الحديث الأستاذ البارع المحقّق الشيخ محمد عبد الرشيد النعماني، شيخ الحديث بالجامعة الإسلامية بهاولبور، وقد ظنّ بي حفظه الله ظنّا حسنا، مع أني لا أرى نفسي أهلا، ولا لطلبه محلا، ولكنّه ألح وشدّد، فرأيت أن ذلك قد يغتفر، لكونه ناشئا عن حسن النظر وخشية من إثم كتمان العمل، وعدم إباحته لأهله وأصحابه، فإن يسر الله الكريم بفضله، وصادفت أهلا للعلوم وللحكم بششت صفيدا، واستفدت ودادهم، وإلا فمخزون لدي مكتتم، فأقول وبالله التوفيق: إني قد أجزتُ الأخ المذكور في كلّما تجوز لي روايته، وتثبت درايته من معقول ومنقول، وفروع وأصول، خصوصا علمي التفسير والحديث، ومنه الصحاح الستّة، و"الموطأ"، والمسانيد والسنن، وكتب السنّة المشرفة جميعا أجازة عامة