وكان لجدّي رحمه الله خمسة أولاد، ثلاثة أبناء، وابتنان، فأما الأبناء فهم عبد الكريم، وهو أكبرهم وكان ممن قاوم الفرنسيين ودوَّخهم، ومن أولاده: الدكتور عبد الستّار، له مؤلّفات ومشاركات في العلم الشرعي، وبخاصة في قضايا المعاملات، والبنوك الإسلامية.
وعبد الغني، ومن أولاده: الدكتور حسن، صاحب "كتاب أحكام السجن ومعاملة السجناء في الإسلام"، وأول مؤلّف في هذا الباب، وغيره من الكتب.
ووالدي رحمهم الله جميعا:
وأما البنات فهما شريفة، وزوجها الحاج محمد سالم بيرقدار رحمه الله، ونعيمة، وزوجها الحاج على خياطة، متّعهم الله بالصحّة والعافية.
[نشأته وتحصيله العلمي]
نشأ والدي في حجر والده، الذى كان كثير تلاوة القرآن، والمحافظة على قراءته في المصحف، والمحبّ للعلماء المتقصد لحضور مجالسهم، ودروسهم، والاقتباس من علمهم، وإرشادهم، ثم لما دخل في السنة الثامنة من العمر أدخله جدّه رحمه الله المدرسة العربية الإسلامية الخاصّة، وكانت ذات تكالف وأقساط مرتفعة، كما كانت ذات سمت عال، وإدارة حازمة ومتانة في التعليم والأخلاق، فكان لا يدخلها إلا عِلية القوم، ووجهاؤهم.
فدرس فيها من الصفّ الأول، حتى الرابع دراسة حسنة، وتعلّم فيها ما محا منه الأمية، وأكسبه صحة القراءة والكتابة، مع ضعف الخطّ عنده.
وكان لحسن قراءته وسدادها الفطري يدعوه كبار أهل الحىّ ووجهاؤه إلى سهراتهم الأسبوعية الدورية، ليقرأ لهم من كتاب "تاريخ فتوح الشام" المنسوب للواقدي، وغيره من الكتب، التي كان الناس يسمرون على قراءتها، فحظى بصحبة الكبار الوجهاء والنخبة العقلاء الفضلاء، وهو في سنّ العاشرة وما بعدها يعدّ من صغار أولاد الحي.