ثم سرية خالد بن الوليد إلى "العزَّى" لخمس ليال بقين من شهر رمضان سنة ثمان من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالوا: بعثَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حين فتح "مكة" خالدَ بنَ الوليد إلى "العزَّى" ليهدمها، فخرج في ثلاثين فارسا من أصحابه، حتى انتهوا إليها، فهدمها، ثم رجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبرَه.
[٦٧ - سرية عمرو بن العاص إلى سواع]
ثم سرية عمرو بن العاص إلى "سواع" في شهر رمضان سنة ثمان من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالوا: بعثَ النبي صلى الله عليه وسلم حينَ فتح "مكة" عمرَو بنَ العاص إلى "سواع" صنم هُذَيل ليهدمَه، قال عمرو: فانتهيتُ إليه، وعنده السادن، فقال: ما تريد؟ قلتُ: أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أهدمَه، قال: لا تقدر على ذلك، قلت: لم؟ قال: تمنع، قلت: حتى الآن أنت في الباطل، ويحك، وهل يسمع أو يبصر، قال: فدنوت منه، فكسرته، وأمرت أصحابي، فهدموا بيت خزانته، فلم يجدوا فيه شيئا، ثم قلت للسادن: كيف رأيتَ؟ قال أسلمت لله.
[٦٨ - سرية سعد بن زبد الأشهلي إلى مناة]
ثم سرية سعد بن زيد الأشهلي إلى مناة في شهر رمضان سنة ثمان من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالوا: بعثَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حين فتح "مكة" سعد بن زيد الأشهلي إلى مناة، وكانتْ بـ "المشلَّل" للأوس والخزرج وغسَّيان، فلما كان يوم الفتح بعثَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم سعدَ بنَ زيد الأشهلي يهدمها، فخرج في عشرين فارسا، حتى انتهى إليها، وعليها سادن، فقال السادن: ما تريد؟ قال: هدم مناة، قال: أنت وذاك، فأقبل سعد يمشي إليها، وتخرج إليه امرأة عريانة سوداء، ثائرة الرأس، تدعو بالويل، وتضرب صدرها، فقال السادن: