للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

العلم من العلماء الكبار منذ نعومة أظفاره، والتزم صحبة العارفين مذ بداءة عمره. قد دخل دار العلوم في "ديوبند" بعد ما قرأ القرآن الكريم في سنة ١٣٢٥ هـ، وهي أكبر جامعة دينية قامت بنشر المعارف الإسلامية القيّمة في "الهند"، وجدّدت فيها أنوارها، التي كادت تنطفئ بسبب الاستعمار الغربي، وقد تقبّل الله تعالى جهود مؤسّسها، إذ ظهر منها رجال العلم والدين، الذين جمعوا بين علم وعمل، وورع وإخلاص وتفان وتضحية، حتى ملأوا هذه الديار نورا وعلما.

قد دخل الشيخ دار العلوم هذه وهو في ميعة صباه، ولم يزل مدّة عشر سنوات مشتغلا بدراسته، مُكبّا على تلقّي العلوم من العلماء الأفاضل، الذين سار بصيتهم الركبان في أنحاء "الهند" وجوانبها.

ومن أشهر أساتذته: الإمام الحافظ المحدّث العلامة المحقّق مولانا الشيخ أنور شاه الكشميرى، وكان بحرا زاخرا للمعارف والعلوم، نابغة في كلّ فن، آية من آيات الله في الحفظ والإتقان، وقلّما يوجد في هذا القرن مثله في الخبرة الواسعة والنظر العميق، وقد طبعت أماليه على "صحيح البخاري" باسم "فيض الباري"، وله مؤلّفات قيّمة أخرى حول شتى المواضيع رحمه الله تعالى رحمة واسعة. قرأ عليه الشيخ "جامعي البخارى والترمذي"، و"الشمائل"، و"كتاب العلل" له، و "كتاب الفلسفة الجديدة"، و"شرح النفيسي" في الطبّ، وهو من تلامذته المبرّزين، وكان حضرة الإمام يحبّه، حتى جعله من أصحابه الأصفياء، الذين ساعدوه في مهمّة الردّ على القاديانية، وبأمره ألّف الشيخ رحمه الله "كتاب ختم النبوة" باللغة الأردية، و"التصريح بما تواتر في نزول المسيح"، و"هدية المهدين في آيات خاتم النبيين" باللغة العربية.

٢ - الإمام الفقيه مولانا الشيخ المفتي عزيز الرحمن، وكان قدّس سرّه من أعلام العلماء والفقهاء، تتلمّذ على الشيخ الكنكوهي، قدّس الله سرّه،

<<  <  ج: ص:  >  >>