ثم تقاعد في وطنه قريبا من "كوتاهيه"، وكان قبره بها، وقد زرته، وشاهدت فيه أنسا عظيما.
نظم شعرا كثيرا بالتركية، ونظم قصّة كسرى أبرويز بالتركية، وهو نظم مقبول عند أهل اللسان، ولم يوجد له قرين إلى الآن.
كان رحمه الله تعالى على زيّ الفقراء، وكان دميم الخلقة، عليل العينين، ولقد رآه أستاذي المولى علاء الدين، وهو قد حكى كذلك.
وحكى أيضا أنه كان يصنع الاكحال، ويبيع للطالبين، فاشترى منه أحد يوما كحلا بدرهم، ورأى المشتري أن عينيه عليلة، فأعطاه درهمين، فقال هذا ثمن كحلك، وهذا الآخر لك اشتر به أنت أيضا كحلا، وكحل به عينيك، فاستحسن المولى شيخي هذا الكلام.
وكان كثيرا ما يذكره، ويضحك منه، روّح الله روحه، ونوّر ضريحه.
* * *
٢٢٨٧ - الشيخ الفاضل الكبير شير علي بن رحيم علي بن أنوار علي الحسيني الحيدرآبادي أحد العلماء المشهورين*.
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: ولد بقرية "تركيا واس" من أعمال "ريوادي من" أرض "بنجاب".
وتوفي والده في صغر سنّه، فتربى في مهد خاله نجف علي ببلدة "بلند شهر"، وتعلّم الخطّ، ومبادئ الفارسية، وحفظ خمسة عشر جزءا من القرآن، ثم أقبل يبحث له عن وظيفة يقوت بها نفسه وأسرته، وسافر إلى "جيبور"،