غربت شمس العلم والمعرفة، التي أضاءت أجواء "الهند" أربعا وتسعين سنة في الحادى والعشرين، من شهر ربيع الأول سنة ١٠٥٢ هـ، إنا لله وإنا إليه راجعون. كتب الشيخ المحدّث في "وصيته"، يدعو هذا الفقير، ويتمنى: اللّهم ارزقني شهادة في سبيلك، واجعل موتي ببلد رسولك، إن استجاب اله دعوتي هذه، فلا حاجة إلى وصية، وإن وافاني الأجل في هذا البلد، فليدفنوني في عوالي الحوض الشمسي، الذي هو مدفن الصالحين المغفور لهم، فدفن في ناحية من الحوض الشمسي، وأوصى عن قبره: أن يوسّعوا القبر، ولا يتجاوزوا حدّ الاعتدال، ولا يجصّصوا داخل القبر، ولا يرفعوا جداره، إلا بالآجر، وكتب إن رأوا من المصلحة أقاموا لوحا، يكتبون عليه تاريخ الولادة والوفاة، ونبذة من أخبار طلب العمل، والرحلات في اختصار، وحسب الوصية صلى عليه الشيخ نور الحق، وكتب هذه اللوحة على الضريح.
بيت الشيخ المحدّث ومدرسته ومكتبته:
بيته: كان بيت الشيخ المحدّث وزاويته ومسجده قدام بوابة "دهلي"، قريبا من "باغ مهديان"، وقد أشار الشيخ نفسه إلى زاويته، في "شرح مشكاة المصابيح"، قائلا: تم في الخانقاه القادري، وهذا الفقير يخدمه، ويكنسه، ويوقد سراجه، كأنما تم في مجلس واحد.
كانت بعض نواحي زاوية الشيخ باقية إلى آخر القرن التاسع عشر، زارها المنشئ بركة على الحقي، صاحب "مرآة الحقائق"، وكان المسجد قد عمل. على ترميمه في ذلك الوقت، كان بعض أفراد أسرة الشيخ المحدّث يحافظ على مساحة أراضى بيته، والتي بلغت ستة أفدنة تقريبا، وظلّت ملكا لأهل بيته.