الحمد للَّه الذي جعل أبانا آدم من سلالة من طين، وخلق منه أمَّنا الحواء، ثم بثَّ منهما رجالا كثيرا ونساء، وفضَّل نبينا قائد الخير محمد بن عبد اللَّه على سائر الأنبياء، اللهم فصل عليه وعلى آله وأصحابه البررة الأتقياء.
أما بعد، فهذا كتاب النساء، قد أوردتُ فيه من وقع لي من النساء من أصحابنا الذين حصل لهم حظ وافر من العلم والفقه، ولم يقع لي إلا القليل جدا، ولا شك أن مبنى حال النساء على الستر، وذلك مانع لهن من التعليم والتعلم، حسبما يمكن للرجال، اللّهم إلا أن تكون الواحدة منهن في قعر بيتها مستغنية بعلماء بيتها، كزوج، وعم، وأخ، وخال، وجد، وأب إلى غير ذلك من الإلزام، وسيأتي في ترجمة فاطمة السمرقندية بنت محمد بن أحمد بن أبي أحمد، صاحب "التحفة"، وزوج أبي بكر بن مسعود صاحب "البدائع" أن الفتوى كانت تخرج من بيتها وعليها خطها وخط أبيها وزوجها. فمنهن:
[٦١٦٤ - خديجة بنت محمد بن أحمد أبي رجاء القاضي الجوزجاني.]
ذكرها الحافظ القرشي في "الجواهر"، فقال: تفقهت على أبيها، وتقدم قال الحكم في "تاريخ نيسابور"، عاشت أكثر من مائة سنة.