محاضرات في الحفل العام، وتحدّى فيها البندت، وفنَّد جميع ما وجّهه من الاعتراضات إلى الإسلام، والانتقادات، التي أوردها عليه، ثم نزل البندت بمدينة "ميرته"، وبثّ هذه الاعتراضات ضدّ الإسلام في المدينة، فحضر الإمام هذه المدينة أيضا، وفنَّد جميع ما أورده من الاعتراضات على الإسلام في الحفل العام، لأن البندت لم يرض بمناظزته على مرأى من الناس.
[قيامه بحركة تزويج الأرامل]
قيامه بحركة تزويج الأرامل مأثرة من مآثره الخالدة، تأتي ضمن الأعمال الاجتماعية الإصلاحية، التي قام بها لتطهير المجتمع الإسلامي، مما علّق به من تقاليد وعادات غير إسلامية، وتسربت إلى كلّ نواحى الحياة بخطى وئيدة، وذلك من جرّاء جوار الهندوس الموزّعين على كثير من الطبقات، التي قاسمها المشترك الإشراك بالله.
وقد ظلّ تزويج الأرامل يعدّ في مجتمع المسلمين أيضا من الأعمال العائبة جدا لنهاية القرن الثالث عشر الهجري، وكان المسلمون يعلمون أن الزهد في زواج الأرامل عادة سيئة للغاية، وتقليد غير إسلامي، لا يقرّه الإسلام بأيّ شكل، وقد عمل كبار العلماء والمصلحين المسلمين طويلا على مكافحة هذا التقليد غير الإسلامي، ولكنه لم يمح من المجتمع، وسعى النانوتوي رحمه الله سعيا حثيثا في هذا المجال، وأثمر سعيه، فمال المسلمون إلى العمل بزواج الأرامل عن طواعية ورضا نفس، وقد بدأ رحمه الله بتطبيق ذلك في المجتمع بإرضاء شقيقته الأرملة، التي كانت تكبره، وكانت مسنّة بالزواج مما جعل المسلمين يبادرون إلى زواج الأرامل، ومع الأيام صار تقليد عدم زواج الأرامل شيئا منسيّا، وغير مذكور في المجتمع الهندي الإسلامي.