قرأ رحمه اللَّه تعالى على علماء عصره، ثم وصل إلى خدمة العالم الفاضل المولى سيّدي محمود القوجوي.
وكان هو وقتئذ مدرّسا بمدرسة دار الحديث بـ "أدرنه"، وصار معيدا لدرسه، قرأ عليه "الشرح المطوّل" للتلخيص للعلامة التفتازاني من أوله إلى آخره.
وقال المولى المذكور في حقّه: إن المولى حيدر قرأ عليّ "صحيح البخاري" من أوله إلى آخره قراءة تحقيق وإتقان، قال: وكان يقرّر في أثناء الدرس "شرح صحيح البخاري" للكرماني، ثم ارتحل إلى "مصر" المحروسة، وأخذ من علمائها التفسير والحديث والأصول والفروع، ثم ارتحل إلى بلاد "الروم"، ونصبوه متولّيا بأوقاف السلطان محمد خان بـ "بروسه"، ثم صار متولّيا بأوقاف السلطان أورخان بالمدينة المزبورة.
وتوفي فيها في أواخر سلطنة السلطان سليم خان.
كان رحمه اللَّه تعالى جميل الصورة، محمود الطريقة، لذيذ الصحبة، حسن النادرة، لطيف المحاورة، جيّد المحاضرة، مقبول المناظرة.
وبالجملة كان رحمه اللَّه تعالى زين المجالس والمحافل، وكانت له يد طولى في النظم والنثر بالعربية، وكان ينظم القصائد العربية الفصيحة البليغة. برّد اللَّه تعالى مضجعه، ونوّر مهجعه.