وأقبل عليه صرغتمش إقبالا عظيما. وقدِّر أنه لم يعش بعد ذلك سوى سنة، وكان شديد التعاظم، متعصّبا لنفسه جدا، معاديا للشافعية. واجتهد في ذلك بـ "الشام"، فما أفاده، ومات في حادي عشر شوّال سنة ثمانية وخمسين وسبعمائة. انتهى ملخّصا.
* * *
١٠٣٧ - الشيخ العالم الكبير المحدّث أمين بن أحمد النهروالي، الكجراتي، الفاضل المشار إليه بسعة العلم *.
تخرّج على الشيخ محمد بن طاهر بن على الفتني صاحب "مجمع البحار"، وأخذ الحديث عنه، وقدم "مندو" سنة ثلاث وثمانين وتسعمائة، فأقام بها سنة كاملة، ثم ذهب إلى "أجين"، ولقى بها الشيخ راجي محمد القادري، والشيخ عبد الغفور، والشيخ جمال بن أحمد، وغيرهم من المشايخ، فصاحبهم، وطابتْ له الإقامة بتلك البلدة، فتصدّر للدرس والإفادة بها، مع قناعة وعفاف وزهد وعبادة، انتفع به خلق كثير، وأخذوا عنه، ثم إنه خرج من "أجين" إلى "برهانبور" لزيارة القاضي عبد العزيز بن عبد الكريم بن راجي محمد الأجيني، فمات بها في غرّة ربيع الأول سنة سبع عشرة وألف، فدفن بها، كما في "كلزار أبرار".