وفي عهد إقامته في "ديوبند" سلّ صارمه الغضب، لقطع عروق الثلّة الباغية القاديانية، بلاغا وإرشادا ودرسا وتأليفا، واستحثّ من العلماء الطلبة وعامة الأمة الإسلامية: الهمم المتوانية والجهود المتقاعدة، إلى مقاومة هذه الفئة الضالّة المضلّة، وإلى قمع هذه الفتنة العَمْيَاء، حتى أيقظَ الرقود، ونبّه الغافلين، من أصحاب الجرائد والمجلّات على مكايد هذه الفرقة الكائدة للإسلام ودسائسها، فأثمر الله تعالى نهضته المباركة، وأقبر تلك الفتنة بسعيه وعلمه وقلمه ولسانه وتأليفه، فكان له في هذا المضمار مآثرُ جليلةٌ لا تنسى على تقادم الأزمان.
وألّف في نقض نحلة (القاديانية) وهدمها تآليف فريدة، منها:"إكفار الملحدين في ضروريات الدين"، و "عقيدة الإسلام بحياة عيسى عليه السلام"، و "تحية الإسلام بحياة عيسى عليه السلام"، و"خاتم النبيين"، بالفارسية، و "التصريح بما تواتر في نزول المسيح"، وهو أفضل كتاب اعتنى بجمع الأحاديث والآثار في دحض هذه النحلة لتلك الفرقة الضالّة، وهَتْك معتقدها.
وقد وفّقني الله تعالى إلى خدمة هذا الكتاب ونشره، مشروحا محقّقا مخدوما، بأبهى حلة وأجمل إخراج وطباعة. وهدى الله تعالى به أناسا كبارا من أهل العلم، كانوا لا يعتقدون نزولَ عيسى عليه الصلاة والسلام، فرجعوا إلى الجادة والصواب بقراءته، والحمد لله ربّ العالمين.
[انتقاله من ديوبند إلى دابيل]
وفي سنة ١٣٤٦ هـ استقال من منصب درسه في "ديوبند"، فاكتنفتْه الدعوات والمخلصون من كلّ جهة للتدريس برواتب سامية، حتى بلغتْه الدعوة من نواب "داكا" في "بنغلاديش" الآن، بألف روبية مشاهرة، والألف روبية في