كثيرة بـ"الشام"، وأن هرقل قد رزق أصحابه لسنة، وأجلبت معه لخم، وجذام، وعاملة، وغسَّان، وقدموا مقدماتهم إلى "البلقاء"، فندب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناسَ إلى الخروج، وأعلمَهم المكانَ الذي يريد ليتأهبوا لذلك، وبعث إلى "مكة"، وإلى قبائل العرب يستنفرهم، وذلك في حر شديد، وأمرَهم بالصدقة، فحملوا صدقات كثيرة، وقووا في سبيل الله، وجاء البكاؤون، وهم سبعة يستحملونه، فقال: لا أجد ما أحملكم عليه، تولوا، وأعينهم تفيض من الدمع حزنا أن لا يجدوا ما ينفقون.
[٨٠ - سرية خالد بن الوليد إلى بني عبد المدان بنجران]
ثم سرية خالد بن الوليد إلى بني عبد المدان بـ "نجران" في شهر ربيع الأول سنة عشر من مهاجر النبي صلى الله عليه وسلم.
[٨١ - سرية علي بن أبي طالب رحمه الله إلى اليمن]
ثم سرية علي بن أبي طالب إلى "اليمن"، يقال: مرتين: إحداهما في شهر رمضان سنة عشر من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالوا: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا إلى "اليمن"، وعقد له لواء، وعمَّمه بيده، وقال: امض، ولا تلتفتْ، فإذا نزلتْ بساحتهم فلا تقاتلْهم، حتى يقاتلوك، فخرج في ثلاثمائة فارس، وكانتْ أول خيل دخلتْ إلى تلك البلاد، وهي بلاد مذحج، ففرَّق أصحابَه، فأتوا بنهب، وغنائم ونساء، وأطفال، ونعم، وشاء، وغير ذلك.
[٨٢ - ذكر عمرة النبي صلى الله عليه وسلم]
عن ابن عباس، قال: اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع عمر عمرة "الحديبية"، وهي عمرة الحصر، وعمرة القضاء من قابل، وعمرة "الجعرانة"، والرابعة التي مع حجته.