ومما لا يشكّ فيه أحد تشرف بزيارة الشيخ، أن الله تعالى أودع في كلامه أثرا، وفي عظته قبولا، فاستقبله النجاح في كلّ مكان بفضل الله تعالى وكرمه، والحق أن لجهوده المتواصلة كبير فضل في بناء "باكستان"، واعترف بعض قادتها بأنه لم يكن يحلّ النجاح في كثير من الأمور لولاها.
وفي السنة ١٣٦٧ من الهجرة الموافقة للسنة ١٩٤٧ ميلاديا، من الله تعالى على شعب الهند المسلمين، وحان أن تثمر جهودهم التى استمرّت أحقابا، وبرزت على خريطة العالم رسوم مملكة جديدة إسلامية، فللّه الحمد أولا وآخرا.
حصلت للمسلمين هذه المملكة كي يقيموا فيها دينهم، وينفذوا تشريعهم. ويدرئوا عن أنفسهم جميع الأقذار التي تلوثوا بها للجوار الأجنبي الكافر.
[هجرته إلى باكستان]
فكان من الواجب على العلماء المجاهدين أن يهاجروا إلى "باكستان"، ويبذلوا جهودهم في تكوين دستور إسلامى يصلح أساسا للحكومة فيها.
فاقتفى شيخنا المفتي رحمه الله سنة النبي الأمين صلى الله عليه وسلم، وهجر موطنه الأليف الذى حلّ فيه الشباب تميمته، وقضى فيه خمسا وخمسين سنة من عمره.
وكان بين يديه بعد الهجرة إلى "باكستان". مشروعان مهمّان. أما الأول: فما وصفنا من تكوين دستور إسلامي وإقامة الدين في"باكستان" بجميع مناحيه الطيّبة، وأما الثاني: فتأسيس معهد ديني ينشر معارف الإسلام وعلومه على ما تقتضيه المملكة الحديثة.
[جهوده في إقامة الدين في باكستان]
وقرّرت حكومة "باكستان" في سنة ١٣٦٨ هـ مجلسا من أكابر علمائها، ليقترحوا لمجلس النواب أصولا تتخذ كأساس لدستور المملكة،