فقال: تعودين إليَّ غدا، وكان يوم مجلسه للنظر، فما اجتمع فقهاء الفريقين، قال لنا: تكلّموا اليوم في مسألة توريث ذوي الأرحام، فتكلّمت فيها مع بعض فقهاء الشافعية، فقال: صنّف في هذه المسألة، وبكّر بها غدا إليّ، ففعلت، وبكّرت إليه فأخذ مني الجزء، وانصرف، ثم طلبني الوزير، وقال: يا أبا الحسن! قد عرضت تلك المسألة بحضرة أمير المؤمنين، وتأملها، فقال: لولا أن لأبي الحسن عندنا حرمات لقلدته أحد الجانبين، ولكن ليس في أعمالنا عندي أجل من الحرمين، وقد قلدته الحرمين، فانصرفت، ووصل العهد إليّ، كذا ذكره القارئ، وقال: ذكره الحكم في "تاريخ نيسابور"، وقال: غاب عن "نيسابور" نيفًا وأربعين سنة. وتقلّد قضاء "الموصل"، وقضاء "الرملة"، وقضاء "الحرمين". وبقي بهما بضع عشرة سنة، ثم انصرف إلى "نيسابور. انتهى. و"نيسابور" بفتح النون وسكون الياء المثناة التحتية بعدها سين مهملة بعدها ألف بعدها باء موحدة مضمومة، بعدها راء مهملة، مدينة حسنة بـ "خراسان". كذا ذكره السمعاني، والنووي، وابن الأثير. وللحكم كتاب حسن في تاريخ "نيسابور"، والمعروف على الألسنة في تسميته "نيشابور.
* * *
٥٣١ - الشيخ الفاضل أحمد بن محمد بن عبد الجليل بن إسماعيل الفقيه، أبو نصر، السمرقندي الأبريسمي *.