ولقاء الله تعالى لأهل الحق حق، بلا كيفية، ولا تشبيه، ولا وجه.
وشفاعة نبينا محمد صلَّى الله عليه وسلَّم للكل من هو من أهل الجنة، وإن كان صاحب الكبيرة.
وعائشة رضي الله تعالى عنها بعد خديجة الكبرى أفضل نِساء العالمين، وأم المؤمنين، ومطهرة من الزنا، بريئة عن ما قال الروافض، فمن شهد عليها بالزنا فهو ولد الزنا. وأهل الجنة في الجنة خالدون، وأهل النار في النار خالدون، لقوله تعالى في حق المؤمنين:{أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}، وفي حق الكفار:{أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}.
[وصية أخرى للإمام الأعظم رحمه الله]
وللإمام رضى الله تعالى عنه وصية أخرى، أوصى بها الإمام أبا يوسف، رحمه الله تعالى، لا بأس بإيرادها هنا؛ فإنها قد تضمنت كثيرًا من لطائف الحكماء، ومحاسن الكلم، وفيها لمن تدبّرها نفع كبير، وأدب غزير.
وقد نقلها الشيخ الفاضل زين بن نجيم في آخر كتابه "الأشباه والنظائر"، ومنها نقلنا.
وقال رضى الله تعالى عنه: يا يعقوب! وقّر السلطان، وعظّمْ منزلتَه، وإياك والكذبَ بين يديه، والدخولَ عليه في كل وقت ما لم يدعك لحاجة؛ فإنك إذا أكثرتَ الاختلافَ عليه تهاونَ بك، وصغرتْ منزلتُك عنده، فكنْ منه كما أنتَ من النار، تنتفع منها، وتتباعد عنها؛ فإن السلطان لا يرى لأحد ما يرى لنفسه.
وإياك وكثرة الكلام بين يديه، فإنه يأخذ عليك ما قلتَه، ليرى من نفسه بين يدي حاشيته أنه أعلم منك وأنه يخطئك، فتصغر في أعين قومه، ولتكن إذا دخلت عليه تعرف قدرَك وقدرَ غيرك، ولا تدخل عليه وعنده من أهل العلم من لا تعرفه؛ فإنك إن كنت أدون حالًا منه لعلّك ترتفع عليه فيضرّك، وإن كنت أعلم منه لعلك تنحطّ عنه، فتسقط بذلك من عين