وله "رسالة" متضمّنة للأجوبة عن إشكالات المولى سيّدي الحُميدي.
* * *
١٠٨٤ - الشيخ بالي الخلوتي المعروف بسكران *.
كان أبوه معلّما للسلطان أحمد ابن السلطان بايزيد خان، فلمّا غالته المنية، وفاته حصول الأمنية من السلطنة العظمى والمملكة الكبرى، وسلم زمام الزمان، وعنان الأوان إلى يد السلطان سليم استقضاه في بعض البلاد، وعينه للحكم بين العباد.
وولد رحمه الله ببلدة "تيره" من لواء الدين، ونشأ في طلب العلم وتحصيل الفضائل وصاحب الأكابر والأفاضل، وجدّ واجتهد، وكان منه ما كان، حتى صار ملازما من المولى خير الدين معلّم السلطان، ثم درّس بمدرسة خواجه سنان المعروف بكينكجي في مدينة "قسطنطينية" بخمسة وعشرين، فعامل الطلبة بالدرس والإفادة، مع اشتغاله بالزهد والعبادة، ثم ترك التدريس، وسلك مسلك الصوفية السادة، وكان سبب فراغه على ما حكى أنه رأى في منامه وهو في أوائل طلبه بمدينة "بروسه" أنه يمشي في بعض الطرق، فسمع أصواتا عالية، فقصدها، فإذا بقوم من الصوفية قعدوا يذكرون الله تعالى، ويرفعون أصواتهم بالذكر الجميل، ويزينونها بمفاخر التمجيد والتهليل، فتقرّب منهم، فإذا برجل مراقب في ناحية منهم، فلمّا