٤٨٣٣ - الشيخ الفاضل المولى مُحَمَّد بن مُحَمَّد، الشهير بعرب زَاده *
ذكره صاحب "العقد المنظوم" في كتابه، وقال: نَشأ رَحمَه الله طَالبا للتحصيل، وراغبا فِي التَّكْمِيل، فاشتغل على موَالِي عصره، وأفاضل دهره، وتتبع الْكتب والرسائل، وَضبط الْقَوَاعِد والمسائل، وبرز فِي الْفُنُون، وفَاق، وملأ بصيته الآفاق، وَصَارَ ملازما للْمولى خير الدّين معلم السُّلْطَان سليما.
ثمَّ قلد الْمدرسَة الَّتِي بناها عبد السلام بقصبة "جكمجه" بِخمْس وَعشْرين، ثمَّ صَارَت وظيفته فِيهَا ثَلَاثِينَ، ثمَّ ولي بأربعين الْمدرسَة الَّتِي بناها السُّلْطَان مُرَاد الْغَازِي بِمَدِينَة "بروسه" الْمَشْهُور بـ "قبولجه"، ثمَّ نقل عَنْهَا إلى مدرسة مَحْمُود باشا بـ "قسطنطينية" بِخَمْسِينَ.
وَقبل أن يدرس فِيهَا أعطي مدرسة السُّلْطَان سُلَيْمَان، وَلم يذهب كثير، حَتَّى نقل إلى إحدى الْمدَارِس الثمان، فداخله نوع من الْغرُور الَّذِي يعمي الْقُلُوب، الَّتِي فِي الصُّدُور، فنسي قَوْله تَعَالَى:{وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ}، تحرّك على خلاف الْعَادة وَعين وَاحِدًا من طلبة الْمولى أبي السُّعُود للإعادة، فَلَمَّا سمع تَركه الأدب، قَامَ الْمُفْتِي على سَاق الْغَضَب، وتهيأ للخصام، وتأهب للانتقام، فأضرم ناره، وَطلب ثاره، وَقصد إلى أن يمحو آثاره، فَكتب الْحِكَايَة، وعرضها على السُّلْطَان، وأظهر الشكاية.
* راجع: العقد المنظوم في تراجم أفاضل الروم ١: ٣٤٩.