وسائر مؤلّفاته تزال محفوظة، لم تحظ بالنشر والإخراج إلى عالم المطبوعات.
بعض خصائصه ومميِّزاته العلمية:
١ - لقد كان أفق الفقيه الكشميري رحمه الله تعالى واسعا جدا، وصدره رحبا متسعا، مع أنه حنفي المذهب هندي الدار، والمعروف عن علماء الهند من الأحناف أنهم يلتزمون المذهب الحنفي التزاما تاما، وقل منهم من ينظر في المذاهب الأخرى، ولكن العلامة الكشميري كان أوسع من ذلك أفقا وصدرا ونظرا، فكان له وقوف تام على المذاهب الأربعة المتبعة وغيرها، وكان له اختيار للمذهب الذي يشهد له الدليل في نظيره.
٢ - وكان له أنس تام واهتمام جيد بآراء الشيخ الإمام ابن تيمية وتلميذه الإمام ابن القيم رحمهما الله تعالى، وكان يديم الصحبة لهما في مؤلفاتهما وكتبهما، ويكثر النقل عنهما، موافقا أحيانا ومخالفا أحيانا، مع الإجلال والتقدير.
٣ - وكان جل مسعاه في شرح النصوص التي تتعلق بالفقه من القرآن والسنة، ويتعلق بعراها أهل كل مذهب من الحنفية والمالكية الشافعية والحنابلة: أن يتفحص أولا عن غرض الشارع منها، وتعيين محط الكلام وتحقيقه، ثم تنقيح مناطه وتخريجه، غير محتفل بعدم وفاقها مع المذهب الحنفي، ولم يكن صنيعه تأويل النص لموافقة المذهب، بل كان ينزل نظم القرآن وسياق الحديث على أعلى ما ينزل عليه من الفصاحة والبلاغة، ويتفقد له محملا صحيحا يقتضيه سوق الكلام وأصل اللغة.