ما كنت محتاجا إليه من الاطمئنان وكذلك جعلت الصنف الثالث أصلا، والرابع تابعا، وصرت بصيرا بطريقة من يقدّم "صحيح الإمام البخاري" على سائر كتب الحديث، كالحافظ ابن حجر، وكذلك انتفع كثيرا بتصانيف أبي الحسنات عبد الحي بن عبد الحليم اللكنوي.
[تأسيس دار الرشاد]
وأسّس رحمه اللَّه تعالى "دار الرشاد" بمشاركة المحدّث السيّد أبي التراب رشد اللَّه في "بير جهندا" قرية من مديرية "حيدرآباد السند" في سنة ١٣١٩ هـ، فدرّس فيها الحديث والتفسير، وما يتعلّق بهما، فتلمّذ عليه جمع من أهل العلم، لا يحصى عددُهم، إلا اللَّه تعالى، منهم: العلامة المحدّث الشيخ أمين علي السندي، ومفسّر العصر الشيخ أحمد علي السندي اللاهوري، وقامع البدعة الشيخ ضياء الدين، والشيخ المفسّر المحقّق عبد اللَّه الغاري السندي، والشيخ محمد أكرم الهالائي، والمفتي عبد القادر السندي، والشيخ محمد كاكيبوتا، والشيخ عبد الحق الربّاني، والعالم الجليل الحافظ محمد خليل الشاهبوري، نزيل "السند"، والشيخ غلام مصطفى القاسمي، والشيخ نور محمد السجاولي، والقاضي عزيز اللَّه، وغيرهم.
رأى رحمه اللَّه تعالى في مبشّرة أن الإمام مالك جاء إلى "دار الرشاد"، وأقام في حجرة منها، ثم جاء شيخه شيخ الهند، نزل في تلك الحجرة.
[تأسيس جمعية الأنصار]
بعد ما صار المتخرّجون من دار الرشاد قادرين على إداراتها تحت رعاية المحدّث أبي التراب أمره شيخ الهند بالإقامة في جامعة ديوبند الإسلامية (دار العلوم بديوبند) عام ١٣٢٧ هـ، فلبّى أمر شيخه، ووصل إليها، فأسّس "جمعية الأنصار"، وكان من أمثل أعمال الجمعية المؤتمر العلمي الديني، وتنظيم تكميل الشرعيات للطائفتين ممن تخرّج من المدارس الدينية، أو من المكاتب العصرية، وجمع النفقات للهلال الأحمر.