للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أما الحالي منه سبحانه فبأن يلتذّ بكلّ لذّة يجدها الممكن بظهوره في مرتبة التفرقة، ولعلّك تقول: إن الحقّ منزّه، واللذّة من لوازم الممكنات المحدثات، فكيف يضاف إليه؟

فجوابه الشافي أنه من المتشابهات، ستقف عليه قريبا في أول التبصرة إن شاء الله تعالى. ولعلّك لا تجد أحدا سبق لبيان هذه الأقسام الستة الأخيرة عبارة، وإن سبق وجدانا وإشارة.

وههنا سرّ آخر:

كما لا يجوز كشفه لا يجوز كتمه من أهله، وهو أنّ في الحمد القولي والفعلي والحالي معنى آخر. أما في القولي فبأن ينطق العارف الخليفة بكلّ من يتكلّم بالكلام الأزلي وغيره، وفي الفعلي بأن يفعل، ويسمع، ويبصر بكلّ من يفعل، ويسمع، ويبصر، وفي الحالي بأن يتلذّذ بكلّ من يتلذّذ من اللذّات الملائمة للطبع، ولعلّه لم يسبق ببيان هذه الأقسام الثلاثة من الحمد أيضا أحد قبلى، أو سبق، ولم يبلغ لنا، والله أعلم.

هذا قليل من كثير إفاداته التي لا يحتملها هذا المختصر.

وكانت وفاته في الرابع عشر من شوّال سنة إحدى وثلاثين وألف بمدينة "برهانبور"، وقبره ظاهر مشهور.

* * *

٣٨١١ - الشيخ الفاضل عيسى بن موسى بن أبى بكر بن الحسن الصَّقَلّي أبو الروح *


* راجع: الجواهر المضية برقم ١٠٨٧. ترجمته في الطبقات السنية برقم ١٦٨٢. وفي بعض النسخ: "بن عيسى" مكان: "بن حسن".

<<  <  ج: ص:  >  >>