الشريفة، ويقول: إنه نذر ذلك، ومُرادُه الوفاء بما نذره. فلم يُجِبْه إلى سؤاله، وحصل بينهما بسبب ذلك وَحْشةٌ زائدة، فلما ولِيَ الظاهر جَقْمَق السَّلْطنة، بعَث شاه رُخ إليه يُهَنِّيه، ويُظْهر السرور بسلطنته، ويسأله الإذن في أن يكْسُوَ البيت الشريف، فأجابه إلى ذلك، ولما أرسل الكُسْوة المذكورة، وكانتْ تساوي ألوفَ دنانيرَ سلَّمها السلطان لمن يُلْبِسُها للبيت الشريف، وأمره أن يُلْبِسَها من داخل، وأن يُلْبِس كسوة السلطان من خارج، على ما جرتْ به العادة.
وكان لصاحب الترجمة حظٌّ من العبادة، وقراءة الأوراد، ولم يزلْ في غالب أوقاته على طهارة كاملة، مستقبلَ القبلة والمصحفُ بين يديه، وكان مع ذلك يحبُّ السَّماع الطَّيِّب، ويُثيبُ عليه، وقيل: إنه كان يُحْسِن الضَّرب بالعود.
وكان متضعِّفا في بدنه، يعْتريه مرض القُولَنْج في أكثر الأوقات، وهو يتداوَى منه، إلى أن تُوُفِّي سنة خمس وثمانمائة، رحمه الله تعالى.
* * *
٢٢٠٢ - الشيخ العالم الفقيه شاه محمد بن ملا عبدي الصوفي البدخشي المشهور بملا شاه*.
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: ولد، ونشأ بقرية "أركسال" من أعمال "روستاق" من أرض "بدخشان".