للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فإذا هو أورد إشكالا على بعض المسائل، فأجاب عنه علم الله، ثم احتجّ عليه بقول أبي حنيفة، فقال نصير الدين: هو رجل وأنا رجل! فغضب عليه علم الله، وسلّ السيف، ففرّ نصير الدين، فتعقبّه علم الله إلى "بيجابور".

وقال عبد الباقي النهاوندي في "مآثر رحيمي": إن ختنه نصير الدين كان يرجّح الحديث أيا ما كان على قياس المجتهد، وكان ينكر القياس، ويقول: إن حديث "علماء أمتى كأنبياء بني إسرائيل" موضوع.

فكفّره علم الله، وأفتى بقتله وإحراقه في النار، ورتّب المحضر لذلك، فأثبت العلماء توقيعاتهم على المحضر، فانتصر له عبد الرحيم بن بيرم خان أمير تلك الناحية، فرفعوا تلك القضية إلى جهانغير بن أكبر شاه، فأمر بإحضارهما في المعسكر، فذهب القاضى نصر الدين إلى "الحجاز"، وذهب علم الله إلى "بيجابور"، والتجأ إلى إبراهيم عادل شاه البيجابوري.

قال: وكان علم الله ديّنا، متقنا، متبحّرا، عابدا، متهجّدا، صاحب سنة واتباع وزهد وتورّع واستقامة، صرف عمره في الدرس والإفادة، وكان عبد الرحيم بن بيرم خان شديد الإكرام له، ويفتخر بصحبته، ولا يتركه يفارقه، ويغمره بالصلات الجزيلة، ويقبل شفاعته. انتهى.

توفي في الحادي عشر من ذي الحجّة الحرام سنة أربع وعشرين وألف، فأرّخ لوفاته بعض أصحابه من "أستاد أهل حديث"، وقبره في "بيجابور" خارج البلد، كما في "روضة الأولياء".

* * *

٣٦١٧ - الشيخ العالم الفقيه علم الهدى بن القاضي رحمة الدين البجنوري،

<<  <  ج: ص:  >  >>