والانتصار لشيخ الإسلام ولي اللَّه بن عبد الرحيم الدهلوي، عظيم الشغف بكتبه وعلومه وتحقيقاته، لا يكاد يعدل به أحدا من حكماء الإسلام والعلماء الأعلام، جعل كتابه "حجة اللَّه البالغة" وتحقيقاته في كتبه أساس فكره وجهده، يغلب عليه التخيّل والتقعّر، وكان شديد المعارضة للشيوعيين والملاحدة، كانت تعتريه حدّة في بعض الأحيان، فيثور، وينفجر، ولا يبالي بشيء، وكان لا يبالي بمقالة الناس ونقدهم.
[الولادة والتعلم]
وليد ليلة الجمعة، وهي ليلة ثانية عشر من محرّم الحرام ١٢٨٩ هـ بـ "جيانوالي" من قرى مديرية "سيالكوت"/ "بنجاب"(١)، وكان أبواه من عائلة السيخ، وبعد ما ترعرع شرع في طلب العلم في ١٢٩٥ هـ، واشتغل بالرياضي من الحساب والجبر و"الأقليدس"، وبتاريخ الهند زيادة على القدر الذي يدرّس في المكاتب، وقرأ الكتب الابتدائية من الأدب العربي في سنة واحدة فقط.
(١) بنجاب: لفظ مركّب من "بنج" بفتح الباء العجمية، وسكون النون والجيم، معناه الخمس، ومن "آب"، وهو الماء، والمراد به بلاد، تسقيها الأنهار الخمسة المشهورة، وهي "جهلم"، و"جناب"، و"راوي"، و"بياس"، و"ستلج"، وهي أول أرض وطئها المسلمون بعد أرض "السند"، أرض خصبة، أكثرها سهل، متّسع، منحدر إلى جهة الجنوب الغربي، من مرتفعات "كشمير"، وهي كثيرة القمح والرز، والحمص، والفواكه الطيبة، وفيها معدن الملح، وهو الذي يسمّونه الملح الحجري، والملح اللاهوري، ويستخرج بعد تعب عظيم كميات قليلة من الفضّة، ومن أهمّ حاصلاتها: الحنطة، والسكر، والرز، والشعير، والحمص، والخردل، والقنب والتبغ، وما أشبهها، وأهمّ منسوجات الولاية: القطن، والصوف، والحرير، وما أشبه ذلك.