للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَرَأَ على الْمولى الفناري، وَكتب عَلَيْهِ إجازةْ بِخَطِّهِ الشريف، ثمَّ إن أهالي "بروسا" أحبّوه محبَّة عَظِيمَة، واشتهر عِنْدهم بأمير سُلْطَان، وَصَارَت من جملَة أحبائه بنت السُّلْطَان بايزيد الْمَذْكُور، حَتَّى تزوّج بهَا، وَحصل لَهُ مِنْهَا أولاد.

ثمَّ إن السلاطين العثمانية فِي زَمَانه لما شاهدوا مِنْهُ الكرامات كَانُوا يعظمونه، وَإِذا قصدُوا سفرا يذهبون إليه، ويتبركون بدعائه، ويتقلدون مِنْهُ السَّيْف.

رُوِيَ أنه لما دخل الأمير تيمور مَدِينَة "بروسا" وأفسد التتار فِي الْمَدِينَة اسْتَغَاثَ النَّاس بالشيخ الْمَذْكُور، وَتَضَرَّعُوا إليه فِي دفع هَؤُلَاءِ الظلمَة، فَقَالَ: ادخُلُوا مُعَسْكَره، واطلبوا فِيهِ رجلا على هَيْئَة رثَّة، يصنع نعل الدَّوَابّ، وَوصف لَهُم شكله وهيئته، فَإِذا وجدتموه سلمُوا مني عَلَيْهِ، وَقُولُوا لَهُ مني: يسْأَل مِنْكُم الارتحال بعد هذا، فطلبوه، ووجدوه، كَمَا وصف، وأوصلوا الْخَبَر إليه، فَقَالَ: سمعا وَطَاعَة، نرتحل غَدا إن شَاءَ الله تَعَالَى، فَفِي غَد ذَلِك الْيَوْم ارتحل الأمير تيمور مَعَ عسكره، بِحَيْثُ لم ينْتَظر مقدمهم مؤخرهم.

مَاتَ قدّس سرّه بِمَدِينَة "بروسا" فِي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ، وَقيل: سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة، وَدفن بهَا، وقبره مَشْهُور هُنَاكَ، يعرفهُ كل أُحْد، يزورونه، ويتبركون بِهِ.

* * *

٤٦٤٦ - الشيخ الفاضل محمد بن علي الحميدي، الرومي *


* راجع: معجم المؤلفين ١١: ٥. =

<<  <  ج: ص:  >  >>