للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وطوفان نوح قد نجا مِنْهُ فرقة … وَلَكِنْ طوفانْ الْمنية عَام

فَمَا قاومت موتا صلابة رستم … وَقد زَالَ حام بالزوال وسام

وَأَيْنَ مُلُوك قد بنوا فِي بِلَادهمْ … كَانَ لديهم مَا يكَاد يرام

بِسَاحَتِهِمْ للنَّاس كَانَ تزاحم … وفيهَا صُدُور ركع وَقيام

صناجقهم طاحت وبادت جنودهم … مناجقهم قد بددت وسهام

وَأَيْنَ بَنو مَرْوَان أيْنَ بِلَادهمْ … وأين وليد وَأَيْنَ رَاح هِشَام

مضى آل عَبَّاس وَلم يبْق بأسهم … وَلم يبْق مِنْهُم عدَّة وعرام

فيا راسخا فِي غمرة الْجَهْل والهوى … سيلقاك فِي هَذَا الرسوخ ندام

عَلَيْك بهرب ثمَّ رهب من الْهوى … هوى وهوي فِي الْجَحِيم تؤأم

عجبت لمن اضحى من الزاد خاليا … ألْيَسْ لَهُ نَحْو الْمعَاد رغام

فتب خَالِصا من كل إثم فإنه … يصير مصير الآثمين أثام

* * *

٥٤٤٦ - الشيخ الفاضل المولى مصلح الدّين الطَّوِيل *

ذكره صاحب "الشقائق النعمانية" في كتابه، وقال: كَانَ أصله من كرة النّحاس من ولَايَة "قسطموني"، اشْتغل أولا بِالْعلمِ الشريف، وَكَانَ مشتهرا بالْفَضْلِ مَقْبُولًا عند علماء عصره.

ثمَّ حصل لَهُ محبَّة التصوف، وَدَار على مَشَايِخ عصره، وَاسْتقر عِنْد الشَّيْخ الإلهي، وداوم خدمته إلى أن مَاتَ، وَحصل عِنْده طَريقَة التصوف، وَبلغ الْكَمَال الْأَقْصَى، وَكَانَ مُنْقَطِعًا من النَّاس مُجَردا عَن أَحْوَال الدُّنْيَا، غير مبال بعادات النَّاس، وَيرى فِي ظَاهره آثَار الهيبة والجلال، وَهُوَ عِنْد الصُّحْبَة


* راجع: الشقائق النعمانية ١: ٢١٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>