للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣٨٨٢ - الشيخ الفاضل المولى فَخر الدين العجمي *

ذكره صاحب "الشقائق" في كتابه، وقال: قرأ رَحمَه الله فِي بِلَاده على عُلَمَاء عصره.

رُويَ أنه قَرَأَ على السَّيِّد الشريف، ثمَّ أتى بلاد" الروم"، وَصَارَ معيدا لدرس الْمولى المرحوم مُحَمَّد شاه الفناري، ثمَّ صَار مدرسا بِبَعْض الْمدَارِس، ثمَّ صَار مفتيا فِي زمن السُّلْطَان مراد خان، وَعين لَهُ كل يَوْم ثَلَاثُونَ درهما، وَأَرَادَ السُّلْطَان أن يزِيد عَلَيْهَا، فَلم يقبل، وَقَالَ: حَقّي فِي بَيت المال مَا يقوم بكفايتي، وَلَا يحل الزِّيَادَة عَلَيْهِ.

وَكَانَ عَالما متشرعا، متورعا، صادعا بِالْحَقِّ، لَا يأْخُذهُ فِي الحْق لومة لائم، قَرَأَ عَليْه الْمولى خواجه زَاده كتاب "البُخَارِيّ"، وأجازه بِالْحَدِيثِ، وقرأ وَالِدي رَحمَه الله على الْمولى خواجه زَاده كتاب "البُخَارِيّ"، وأجازه بِالْحَدِيثِ.

وقرأته على وَالِدي، وأجازني بِالْحَدِيثِ، وَأخذ الْمولى الْمَذْكُور الإجازة بِالْحدِيثِ من الْمولى حيدر الْهَرَوِيّ، وَهُوَ من الْمولى الْعَلامَة سعد الدين التَّفْتَازَانِيّ، روّح الله أَرْوَاحهم.

وللمولى الْمَذْكُور مَعَ السُّلْطَان مُحَمَّد ابْن مُرَاد خَان قَصَّة غَرِيبَة، وَهِي: أن بَعْضًا من أتبَاع فضل الله التبريزي رَئِيس الطَّائِفَة الحروفية الضَّالة نَالَ خدمَة السُّلْطَان مُحَمَّد خَان، وَأظْهر بَعْضًا من معارفه المزخرفة، حَتَّى مَال إليه السُّلْطَان مُحَمَّد خَان، وآواه مَعَ أتباعه فِي دَار السَّعَادَة، واغنتم لذَلِك الْوَزير مَحْمُود باشا غَايَة الاغتنام، وَلم يقدر أن يتَكَلَّم فِي حَقهم شيئا خوفًا من السُّلْطَان.


* راجع: الشقائق النعمانية ١: ٣٧، ٣٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>