للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إذا ما وجده يرغب في الطعام، فلا يقبل منه إلا أحيانا، وبإلحاح بالغ، وكثيرا ما كان يكتفي بجلق الخبز قانعا به.

وقضيت في "دهلي" بعد ما توفي الوالد ما يقارب سنة، ثم تمّ تعييني في "أجمير" مما اضطرَّني إلى مغادرة "دهلي" ومفارقة حضرة الشيخ وهو بدوره أمضى أياما في تلك الدار وحيدا، لا يشاركه فيها أحد، ثم تحوّل إلى المطبعة، ولبث أياما في دار البقاء.

[تعليقه على صحيح البخاري]

وفي هذه الأيام فوّض إليه الشيخ أحمد علي السهارنفوري تعليق وتحقيق الأجزاء المتبقية -الخمسة أو الستة- لـ "صحيح البخاري"، فقام به حضرة الشيخ خير قيام يسرّ القراء، ويبعث على الإعجاب به، والتقدير له، وأنى لأحد أن يعمل عمله، وخفي على أناس مقدرته العلمية، فأفضوا مخاوفهم إلى الشيخ أحمد علي قائلين له: ما بالك جعلت هذا العمل الجليل إلى رجل شابّ قليل المراس؟ فردّ عليهم الشيخ أحمد علي قائلا: لست بهذه المثابة من السفاهة، فآتي أمرا دون بصيرة منه، وأراهم تعليقات أعدّها حضرة الشيخ، فإن تلك المواضيع من "صحيح البخاري" تعدّ أصعبها وأدقّها، وخاصّة تأييد مذهب الأحناف. الأمر الذي تقيد به الشيخ أحمد علي حين بدأ تعليقاته هذه على "الصحيح"، وقد تعقّب الإمام البخاري مذهب الأحناف بتعقّبات يشقّ الردّ عليها، كما لا يخفى، فمن شاء فليراجع هذه التعليقات، التى قام بها حضرة الشيخ، والتزم الشيخ أحمد علي كذلك في تعليقاته ألا يأتي فيها بشيء إلا عن دليل يساعد دون إيحاء عن عقله وفهمه.

وهذا الذي يرجع إلى تلك الأيام من حياة حضرة الشيخ سمعته ولم أشهد، إذ لم يسنح لي الاجتماع به طوال خمس سنوات، وعندما توجهت

<<  <  ج: ص:  >  >>