٤٢٤٢ - الشيخ الفاضل محمد بن أحمد بن محمد بن حسين بن سليمان، المعروف بالإسطواني، الدمشقي، الفقيه، الواعظ، الأخباري، أعجوبة الزمان، ونادرة الوقت *
ذكره المحبي الحنفي في كتابه "خلاصة الأثر"، وقال: كان من منن الله تعالى على عباده، لم يزل يأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر، وكان ورعا، ناسكا، متقشّفا، مخشوشنا، كثير العبوس في وجه الناس لما يكرهه منهم، شديد الإنكار عليهم فيما يخالف الشرع، لا يقنع في أمر الله بغير إظهاره، وكان مطبوعًا على الالتذاذ بذلك، متحملا للأذى من الناس بسببه، وبلغ القول فيه إلى أنه حرم البقلاوة وأمثالها، لما كان يحرم الحرام.
وكان أحد أعاجيب الدنيا في حلاوة المنطق، وحسن التأدية، ومعرفة أساليب الكلام، لا يمل حديثه بحال، بل كلما طال طاب.
وبالجملة: فلم ير نظيره في هذا الدور، ولم يسمع بمثله في أوصافه، كان في الأصل على مذهب أسلافه حنبليا، ثم انتقل إلى مذهب الشافعى، وقرأ الفقه على مشايخ عصره، منهم: الشمس الميداني، والنجم الغزى، وغيرهما.
وأخذ العربية والمعقولات عن الشيخ عبد الرحمن العمادي، والشيخ عبد اللطيف الجالقى، والشيخ عمر القارى، والإمام يوسف بن أبىِ الفتح.
وأخذ الحديث عن أبى العباس المقرى في قدمته لـ"دمشق"، ودرس بالجامع الأموى، ثم رحل إلى "مصر"، وأخذ بها عن البرهان اللقاني، والنور على الحلبي، والشيخ عبد الرحمن، والشمس البابلى.
* خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر ٣: ٣٧٢ - ٣٧٥.