وقال الشيخ عبد الفتاح أبو غدّة رحمه الله تعالى في تعليقه على "قواعد في علوم الحديث": ما قصد الذهبي هذا فيما أظنّ، وإنما نصّ على قوته في مالك، لأن شهرته فيه ليست كشهرته في أبي حنيفة وأبي يوسف، ومشايخ "الكوفة" فهو فيه أقوى.
وقال الدَّارقُطْنِي: لا يستحق محمد عندي الترك.
قال الإمام الكوثري رحمه الله تعالى: الإمام الدارقطني على طول لسانه في أبي حنيفة وأصحابه بما يجاوز الحد جدا تحت تأثير خلافه لهم في مسائل اعتقادية خطرة خلا خلافه لهم في الفروع يقول في غرائب مالك عند الكلام في رواية الرفع عند الركوع: حدّث به عشرون نفرا من الثقات الحُفَّاظ، منهم: محمد بن الحسن الشيباني، ويحيى بن سعيد القطَّان، وعبد الله بن المبارك، وعبد الرحمن بن مهدي، وابن وهب، وغيرهم، هكذا يرى الدَّارقُطْنِي يذكر محمد بن الحسن في مقدمة هؤلاء الحُفَّاظ الثقات، هذا شهادة منه بأنه حافظ ثقة، فيكون أعمى بين قول من يقول فيمن يفضل محمدا في الحُفَّاظ في نظره إنه أعور بين عميان.
وقد وثّقه أيضًا ابن المديني، كما في "تعجيل المنفعة" لابن حجر وغيره.
وقال الذهبي في "الميزان": كان محمد بن الحسن من بحور العلم والفقه، قويا في مالك، فإذا كان قويا فيمن سمع منه غرضا، فكيف لا يكون قويا في شيخه، الذى أفنى عمره في تمحيص علومه وروايته، والله أعلم، وله الحمد في الآخرة والأولى (١).
[الافترائات على الإمام الشيباني والدفاع عنه]
١ - ١. قال الذهبي: أنبأني المسلم بن محمد التيسي وغيره أن أبا اليمن الكندي أخبرهم، أنا عبد الرحمن بن محمد، أنا أحمد بن علي الحافظ،
(١) راجع: مناقب الإمام أبي حنيفة وصاحبيه مع تعليق الكوثرى ص ٩٣.