للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣٢٠١ - الشيخ الفاضل عبد القادر الرُّومِيُّ الحُمَيْدِيُّ الاستازنليّ، أحدُ فُضلاء "الدِّيار الرُّومية" *

ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: قرأ على الموْلَى علي الطُّوسِيِّ، وكان شريكا عنده للمولى الخيالِيّ، وصار مُعلِّما للسلطان محمد خان، وتقرَّب عندَه غايةَ التقَرُّب، حتى حسدَه الوزيرُ محمود باشا، فاتَّفق في بعض الأيام أنَّه حصلَ في مِزاج المولى عبد القادر ضَعْفٌ وفُتورٌ، وأرْسَلَ إليه السلطان محمد يطْلُبُه لأجْل مُصاحَبَته، فتعلَّل بالمرض، ولم يحْضُرْ إليه، ثم إنَّ بعضَ أتْباع المولى المذكور حسَّن له السَّيْرَ إلى بعض البَساتين، والتَّنَزُّه بها، وقال له: إنَّ هواها يعْدِلُ المزاج، ويُغْنِي عن العِلاج. فتوجَّه إلى الأماكن النزِهَة، وصحِب معه جماعة من ظُرفاء بلاده، فأنْهَى الوزيرُ الأمرَ في ذلك إلى السلطان، وقال: إنَّه يترفَّع عن مُصاحَبَتِك، ويميلُ إلى مُصاحبة العامَّة والسُّوقة. فسأل السلطان عن ذلك، فوجد الأمرَ صحيحا، فعزله من ساعته، وأبْعَدَه عن ساحته.

ويُقالُ: إن هذا الأمر كان ابْتداؤه بتَدْبير الوزير، ليَصِلَ إلى غَرَضه، على أن المولى المذكورَ توَجَّه إلى وطنه، وأقام به قليلا، ومرض، ومات (١)، رحمه الله تعالى.


* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة ٤: ٣٦٦. وترجمته في الشقائق النعمانية ١: ٢٧٧ - ٢٧٩، وهكذا ورد في النسخ: "الاستازنلي". ولعلّ صوابه: "الاسبارتي".
فقد جاء في الشقائق أن أصله من قصبة اسبارته.
(١) كان ذلك بعد سنة خمس وخمسين وثمانمائة، حيث تولي السلطان محمد خان في هذه السنة. انظر: الشقائق النعمانية ١: ١٨١.

<<  <  ج: ص:  >  >>