١٠٧٦ - الشيخ الفاضل العارف بالله تعالى الشيخ بابا يوسف السفر يحصاري *.
كان منتسبا إلى طريقة الشيخ الحاج بيرام.
وكان صاحب أدب ووقار، وكان مراعيا لآداب الشريعة، ومحافظا لحدود الطريقة، وكان يعظ الناس، ويذكّرهم الله تعالى، وكان لنفسه تأثير عظيم في النفوس، ولما بنى السلطان بايزيد خان جامعة بمدينة "قسطنطينية" حضر السلطان بايزيد خان الجامع في أول جمعة بعد بنائه، فصعد الشيخ المذكور المنبر، والسلطان حاضر يسمع، فوعظ الناس، وذكّرهم، وحصل من نفسه تأثير عظيم في قلوب السامعين، حتى غلب عليهم الحال، وحصل لهم شوق عظيم.
ولما شاهد هذا الحال بعض السامعين من النصارى المستمعين من خارج الجامع أسلم ثلاثة منهم على يد الشيخ، ففرح السلطان بايزيد خان لذلك فرحا عظيما، وأعطاهم مالا جزيلا، وأمر الوزراء بالإحسان إليهم، فاجتمع لهم أموال عظيمة، كلّ ذلك ببركة الشيخ المزبور.
ثم بعد ذلك أحبّ السلطان بايزيد خان الشيخ المذكور محبّة عظيمة، فصاحب معه، وعقد معه عقد الأبوّة والبنوّة، وأوصى إليه السلطان بايزيد خان أن يجيء إليه إذا قصد الحجّ، ثم ذهب الشيخ إلى وطنه، وبعد مدّة أشير إلى الشيخ في الواقعة بأن ينظم كتابا عند الحجر الأسود بـ "مكّة المشرّفة"،