فور"، وكان ملكها الأول يد هشتر، ثم بعد مضي ثلاث وعشرين ومائتين سنة تقريبا تولى المملكة الملك شهكر (جهكر) في عام (١١٠٠ ق م)، وجعل "إندربت" التي كانت قطعة من مدينة "دهلي" عاصمة البلاد، ثم استمرّ الأمر على هذا، حتى أعمر الملك دهلو الذي كان يحكم "قنّوج" مدينة، سمّاها باسم نفسه، (يعني دهلو) على أراضي "إندربت"، ثم تبدلت الواو ياء، وصار اسمها "دهلي".
قلت: وبهذه التفاصيل يظهر لي والله أعلم أن الصحيح ما قاله الدكتور سيّد أحمد في "آثار الصناديد" وفي ضوء ما كتبه نتوصّل إلى بضعة أمور:
الأمر الأول: أن مدينة "دهلي" كانت تسمّى بـ "دهلي" في عهد السلاطين التغلقية في "الهند"، كالسلطان غياث الدين تغلق المتوفى ٧٢٥ هـ، والسلطان محمد تغلق المتوفى ٧٥٢ هـ، والسلطان فيروز تغلق المتوفى ٧٩٠ هـ.
الأمر الثاني: أنه كانت بقرب بلدة "دهلي" قرية اسمها "إندربت"، والإمام فريد الدين عالم بن العلاء مؤلّف "الفتاوى التاتارخانية" كان من سكّان هذه القرية، ولأجل ذلك نسبه المؤرّخون إلى "إندربت" وإلى "دهلي" معا.
الأمر الثالث: أن موضع هذه القرية بقرب من المكتب الرئيسي لجمعية علماء الهند، ومسجد عبد النبي الواقع بجوار بهادر شاه ظفر مارك"، وفي أراضي تلك القرية بنيت اليوم إدارة شؤون ضرائب الدخل والمركز الرئيسي لشرطة "دهلي".
[الفتاوى التاتارخانية]
لما تم تأليف "التفسير التاتارخاني" كما سيأتي تفصيله بعنوان يخصّ بذكر "التفسير التاتارخاني" وقعت في قلب الأمير تاتارخان فكرة بتأليف مجموعة في الفتاوى في مذهب الإمام أبي حنيفة، فانتخب للقيام بهذا العمل الجليل الإمام فريد الدين عالم بن العلاء الحنفي الإندربتي الدهلوي، الذي كان من أحد العلماء