٢٥٥٨ - الشيخ العالم الكبير المحدّث البارع عبد الله (١) بن محمد بن يعقوب بن
(١) عدّه المحدّث ولي الله الدهلوي في رسالته "الانتباه من أصحاب الوجوه"، حيث قال: أما شمس الأئمة الحلواني فهو من المتقدّمين أهل التخريج، وكذلك أبو علي النسفي، وأبو بكر محمد بن الفضل، وعبد الله الأستاذ السبذموني، فكلّهم من أصحاب الوجوه، وإليهم مرجع الفقهاء الحنفية. انتهى. وفسّر هو في رسالته "الإنصاف في بيان سبب الاختلاف" أصحاب الوجوه بما يوجب أن تكون درجتهم بين المجتهد المنتسب وبين مجتهد المذهب، حيث قال: المشتغل بالفقه لا يخلو عن حالتين، إحداهما: أن يكون أكبر همته معرفة المسائل، التي قد أجاب فيها المجتهدون من أدلتها التفصيلية ونقدها، وتنقيح مأخذها، وترجيح بعضها على بعض، وهذا أمر جليل، لا يتمّ له إلا بإمام يتأسّى به، قد كفى مؤنة المسائل وإيراد الدلائل في كلّ باب، فيستعين به في ذلك، ثم يشتغل بالنقد والترجيح، ولا بدّ لهذا المقتدي أن يستحسن شيئا مما سبق إليه إمامه، ويستدرك عليه أشياء، فإن كان استدراكه أقلّ من موافقته عدّ من أصحاب الوجوه في المذهب، وإن كان أكثر لم يعدّ تفرّده وجها في المذهب، وكان مع ذلك منتسبا إلى صاحب المذهب، ممتازا عمن انتسب بإمام آخر في كثير من أصول مذهبه وفروعه، وهذا هو المجتهد المطلق المنتسب. وثانيتهما: أن يكون أكبر همه معرفة المسائل التي يستفتيه المستفتون فيها، مما لم يتكلّم فيه المتقدّمون، وحاجته إلى إمام يتأسّى به في الأصول الممهَّدة في كل باب أشدّ من حاجة الأول، لأن مسائل الفقه متعانقة، فروعها تتعلق بأمّهاتها، وقد يوجد بمثل هذا استدراكات على إمامه بالكتاب والسنّة، وآثار السلف والقياس، لكنّها قليلة بالنسبة إلى موافقاته، وهذا هو المجتهد في المذهب. والحالة الثالثة: أن يستفرغ جهده أولا في معرفة أدلّة ما سبق إليه، ثم يستفرغ جهده ثانيا في التفريع على =