للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ففعل القاضي ما أمر به الشيخ، ومزّق سند القضاء بحضرته، وانقطع إلى الله سبحانه مع اشتغاله بالإفادة والعبادة، حتى تواترت عليه الفاقة، ولم يقدر عياله أن يتحمّلوا ذلك، فأخبر بذلك بعض أصدقائه ملك ذلك العصر السلطان علاء الدين محمد شاه الخلجي.

فولّاه القضاء بأرض "أوده"، وكان موروثا من آبائه، فاستأذن الشيخ في قبوله معتذّرا، بأنه من غير طلبه، فكبر ذلك عليه، وقال: تلك خطرة مرّت على قلبك، فكيف يكون بغير طلبك؟ ثم استردّ منه الإجازة، فضاقت عليه الأرض بما رحبت، وضاقت عليه نفسه، وظنّ أن لا ملجأ منه إلا إليه، وجرت على ذلك سنة كاملة، ثم رضى عنه الشيخ، ومنحه الخلافة عنه، فقصر همّته على الزهد والاستقامة.

وكانت وفاته في حياة شيخه، كما في "سير الأولياء"، وكان ذلك في سنة تسع عشرة وسبعمائة، كما في "خزينة الأصفياء".

* * *

٥٢٣٤ - الشيخ الفاضل محي الدين بن خير الدين بن أحمد بن نور الدين بن علي بن زين الدين بن عبد الوهّاب الأيوبي، العليمى، الفاروقى، الرملى، الفقيه، العالم بن العالم *

وقد تقدّم أبوه شيخ الحنفية، وبركة الشام في عصره، ومحي الدين هذا.


* راجع: خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر ٤: ٣٢٤، ٣٢٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>