الباب الخامس في ذكر الصحابة رضي الله عنهم وهو يشتمل على ثمانية فصول
[الفصل الأول في تعريف الصحابي رضي الله عنه]
فهم أفهم الناس لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، حيث شاهدوا التنزيل، وجلسوا بين يدي نبيهم واللغة لغتهم، واللسان لسانهم، فلا عجبَ أن ترى الأقلام تتسابق في تقرظهم، والألسنة تلهج بذكرهم، فقد كانوا لبنات المجتمع الإسلامي الأولى، وارتفع هذا الصرح الشامخ على أكتافهم، وتدعمت أركانه عليهم وبهم، وعلى ظهورهم قام، وانتشر بين الأنام، فجزاهم الله خيرا عن المسلمين والإسلام.
[تعريف الصحابة]
والأصح ما قيل في تعريف الصَّحَابي: إنه من لقى النبي صلى اللّه عليه وسلم في حياته مسلما، ومات على إسلامه.
شرح التعريف:"من لقي النبي صلى الله عليه وسلم ": في التعريف يشمل كل من لقيه في حياته، وأما من رآه بعد موته قبل دفنه صلى الله عليه وسلم فلا يكون صحابيا، كأبي وذؤيب الهذلي الشاعر، فإنه رآه قبل دفنه. "مسلما": خرج به من لقيه كافرا، وأسلم بعد وفاته، كرسول قيصر، فلا صحبة له. "ومات على إسلامه ": خرج به من كفر بعد إسلامه، ومات كافرا.