ثم سرية أبي قتادة بن ربعي الأنصاري إلى "خضرة"، وهي أرض محارب بـ"نجد" في شعبان سنة ثمان من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالوا: بعثَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أبا قتادة، ومعه خمسة عشر رجلا إلى "غطفان"، وأمره أن يشنّ عليهم الغارة، فسار الليلَ، كمن النهارَ، فهجم على حاضر منهم عظيم، فأحاطَ بهم، فصرخ رجل منهم يا خضرة، وقاتل منهم رجال، فقتلوا من أشرف لهم، واستاقوا النعم.
[٦٤ - سرية أبي قتادة بن ربعي الأنصاري إلى بطن إضم]
ثم سرية أبي قتادة بن ربعي الأنصاري إلى "بطن إضم" في أول شهر رمضان سنة ثمان من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالوا: لما هم رسول الله صلى الله عليه وسلم بغزو أهل "مكة" بعث أبا قتادة بن ربعي في ثمانية نفر سرية إلى "بطن إضم"، وهي فيما بين "ذي خشب" و"ذي المروة"، وبينها وبين "المدينة" ثلاثة برد، ليظن ظان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توجّه إلى تلك الناحية، ولأن تذهب بذلك الأخبار، وكان في السرية محلم بن جثامة الليثى، فمرّ عامر بن الأضبط الأشجعى، فسلم بتحية الإسلام، فأمسك عنه القوم، وحمل عليه محلم بن جثامة، فقتله، وسلبه بعيره ومتاعه، ووطب لبن كان معه، فلمَّا، لحقوا بالنبي صلى الله عليه وسلم نزل فيهم القرآن:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ} إلى آخر الآية.
[٦٥ - سرية رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح]
ثم غزوة رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح في شهر رمضان سنة ثمان من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالوا: لما دخل شعبان على رأس اثنين وعشرين شهرا من صلح "الحديبية" كلمتْ بنو نفاثة، وهم من بني