وقال المؤرّخ الكبير محمد إسحاق البهتي في كتابه المسمّى بـ "علم الفقه في شبه القارة الهندية" الهند وباكستان (بر صغير باك وهند مين علم فقه) ناقلا عن "تاريخ فيروز شاهي" أن الأمير تاتارخان توفي بعد مضي سنوات من جلوس فيروز تغلق على عرش المملكة، وتم الانتهاء من تأليف "الفتاوى التاتارخانية" في سنة سبع وسبعين وسبعمائة بعد ما مضت خمس وعشرون سنة على إمارة فيروز تغلق، فعلم بذلك أن تاتارخان توفي قبل تكميل "الفتاوى التاتارخانية".
[زلة من صاحب كشف الظنون]
أورد المؤرّخ الكبير حاجي خليفة في "كشف الظنون" ذكر "الفتاوى التاتارخانية" على موضعين. الأول منهما تحت عنوان "تاتارخانية في الفتاوى"، والثاني تحت عنوان "زاد المسافر" في الفروع. وقال: في الثاني "زاد المسافر" في الفروع، وهو المعروف بـ "الفتاوى التاتارخانية" لعالم بن العلاء الحنفي، المتوفى سنة ستّ وثمانين ومائتين هـ.
قلت: قد اتفق المؤرّخون أن "الفتاوى التاتارخانية" صنّفت في عصر السلطان فيروز تغلق بعد عصر الملك محمد تغلق، وعصر السلطان فيروز تغلق في القرن الثامن من الهجرة، لأنه تولى المملكة سنة اثنتين وخمسين وسبعمائة، وتوفي سنة تسعين وسبعمائة، من ٧٥٢ هـ إلى ٧٩٠ هـ، ثم بناء على هذا التفصيل كيف يصحّ أن يقال: إن المصنف الإمام فريد الدين عالم بن العلاء توفي سنة ٢٨٦ هـ قبل خمسمائة سنة من عصره، إلا أن نتأول كما تأول المؤرّخ الكبير عبد الحي الحسني في كتابه "نزهة الخواطر" بقوله: وأنت تعلم من سنة وفاته، لعلّه التبس عليه، يعني صاحب "الكشف" عدد السبع بالاثنين، لأنهما متقاربان في الشكل، فالمظنون أنه توفي سنة ستّ وثمانين وسبعمائة (١).